لا أحد يتذكر وهو على متن يخته في أحد شواطئ المحيط الأطلسي، أو في عرض بهو فندقه مدفوع التكلفة في عاصمة أوروبية، جهودَ هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" بطريقة تشكل قلة ذوق صارخة.
ثلاثة أعوام ونصف مرت على إنشاء الهيئة، ولم تعكر صفو أي منهم، أولئك الذين يحملون خيرات الوطن على ظهورهم، مديرين له الظهر، ومتعاملين معه كمكان موقت يجب حمل ما يمكن حمله منه قبل أن تحين لحظة المغادرة.
ولا الذين حولوا قطاعاته إلى لوحات شبيهة بأشجار عائلاتهم، دون أدنى خجل، ومن دون أية ريبة من أن يسألهم أحد: لماذا تفعلون ذلك؟!
ولا أؤلئك الذين حولوا أشكال المدن عن بعد لتكون شبيهة بظهر قط أصابه الجرب، بحجم الأراضي التي يقتطعونها بين عمرانها.
طوال ثلاثة أعوام لم تفعل الهيئة شيئا عدا إزعاجي برسائلهم التي لا تنتهي، بدءا من أن الرشوة جريمة وطنية، وانتهاء بأن إفشاء أسرار العمل جريمة.. إلخ.
لذلك ألا تستحق الهيئة حفل تكريم ضخم من ثروات الفاسدين التي جمعوها لعقود دون أن يوجه إليهم: "من أين لك هذا"؟! هل يعتقدون أن الأمر كان سهلا؟!
تتلقى هيئة مكافحة الفساد مئات الانتقادات يوميا من مواطنين يعتقدون أنها لا تقوم بعملها بشكل صحيح، لكنها مستمرة بضربها عرض الحائط، فهل تستحق منكم هذا الجحود؟
أود تذكير إخواني من اللصوص، والمرتشين، وسارقي المال العام، بضرورة القيام بهذه الخطوة، ويجب أن يعلم الجميع منهم أنه بالشكر تدوم النعم.