هذه فكرة طريفة خفيفة.. وللأمانة فالفكرة ليست من بنات أفكاري.. بل طلب مني أحد الإخوان ـ من ذوي وزن الريشة ـ طرحها..

الآن إمام الجامع وطبيب القلب والواعظ والكاتب والاختصاصي.. كل هؤلاء ينصحون الناس عن خطورة التدخين:

التدخين سبب رئيسي للسرطان..

التدخين سبب لأمراض القلب والشرايين..

التدخين يستنزف الصحة والمال..

التدخين عادة سيئة.. التدخين يؤذي الآخرين.. الزوجة بالذات من أكثر المتضررين حينما يكون زوجها مدخناً!

المؤسسات الصحية في البلد ـ على رداءة كثير منها ـ تعاني من تبعات التدخين.. حيث إن ممراتها تتكدس بالمدخنين الذين يعانون الأمراض..

لكن في المقابل ـ وهذه فكرة الأخ ـ هؤلاء جميعا يتسببون في معضلة أخرى للآخرين.. وهي السمنة.. فإمام الجامع وزنه يتجاوز المئة كيلوجرام.. وكذلك طبيب القلب والواعظ.. وهناك بعض الكتاب أوزانهم تتجاوز المئة كيلو..

السمنة أشد خطورة من التدخين ـ من وجهة نظري ـ السمنة سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين وصعوبات التنفس، فالوزن المرتفع يجهد القلب والرئتين.. السمنة أيضاً سبب للكوليسترول.. والسكر والضغط وأمراض المفاصل والعمود الفقري.. والجلطات والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة.. وتعاني تبعات سمنتهم المؤسسات الصحية!

بل إن هؤلاء تمتد أضرارهم إلى زوجاتهم.. فأي رومانسية تعيشها زوجة كالغزال مع رجل بحجم الفيل؟!

مشكلة هؤلاء أنهم تصدوا للمدخنين ونسوا أنفسهم.. وذهبنا نحن نستمع إليهم، ونسينا أن نوجه أصابعنا نحوهم.. وإلا من يستطيع مقاطعة خطيب الجمعة الذي يخطب في الناس عن أضرار التدخين، ويقول له أنت أيضاً تؤذي نفسك، وتؤذي الآخرين؟!