تتصدر صيانة "المكيفات" المنزلية، واجهة الأسر هذه الأيام، فمع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، تزايدت في المقابل حصة السوق المتخصص في صيانة تلك الأجهزة، وانتعشت بشكلٍ ملحوظٍ، فعبد الكريم القحطاني الذي وضع أمام فني التبريد بحي بني مالك وسط جدة، أكثر من 3 مكيفات منزلية، يطلب منه صيانتها بتعبئتها "الفريون" وقبل ذلك تغسيلها؛ حتى تستطيع مقاومة تأثير الحرارة المرشح للتصاعد في الأيام المقبلة، وفقاً للأرصاد الجوية.
جمال خان، الذي كان قبل أشهر قليلة يشكو كساد عمله، أصبح اليوم لا يستطيع استقبال نحو 5 مكيفات يومية، والتي تتباين صيانتها، وفقاً لطلبات الزبائن الذين تكاثروا عند عتبة محله التجاري الصغير، ويقول: "هناك ضغوط عملٍ وإقبالٍ كثيفٍ نواجهه هذه الأيام من قبل المستهلكين، الذين يتضجر بعضهم من مغبة تأخير استلام مكيفاتهم بعد موعد تسليمه لنا".
هذا الانتعاش لم يكن محصوراً فقط على محلات التبريد المنزلية، بل انسحب بشكلٍ ملفتٍ للنظر لمحال بيع أجهزة التكييف الجديدة والمستعملة، أحد مسؤولي تلك المحال التجارية، يشير في تعليقه لـ"الوطن"، إلى الارتفاع الملحوظ في حركة بيع المكيفات المنزلية، ويقدره بـ 20% عن البيع في الأيام العادية"، وفي المحل ذاته كانت إحدى العوائل تحاول أن تقارن بين مكيفات "الشباك"، والمكيفات الجدارية "سبليت"، وكانوا يوجهون أسئلةً لمندوب المبيعات لنظام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وبخاصةٍ أن أجهزة التكييف تستهلك 70% من إجمالي استهلاك الكهرباء في المباني.
في حراج الصواريخ الشعبي، هناك قصصٌ حيال المكيفات المستعملة، والتي لها سوقٌ رائجٌ بين الطبقات الأقل من المتوسطة التي تلجأ له؛ لتجد حاجتها وما يسد برودة أجوائها بمكيفاتٍ لا تتجاوز قيمتها في حدّها الأعلى الـ 250 ريالاً إلى 300 ريالٍ لا أكثر.