يشير عدد من الخبراء المتخصصين في عالم التقنية إلى وجود حرب مستعرة بين الشركات المنتجة للأجهزة الحاسوبية الشخصية، والشركات المصنعة للأجهزة اللوحية الذكية، في محاولة محمومة للتوسع بين مستهلكي التكنولوجيا في السوق العالمي.
فموقع ait NWAS المعني برصد آخر الدراسات التنكولوجية، أكد انخفاض شحنات أجهزة الحاسب الشخصي العالمية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014، وذلك للربع الثامن على التوالي، على الرغم من قيام الشركات باستبدال أجهزتها القديمة. واستندت في موقعها الإلكتروني على بيان لشركة الأبحاث "آي دي سي"، التي أكدت هذا الانخافض بنسبة 4.4% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، متضررة من التحول المستمر للمستهلكين نحو الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية. ومن جهتها قالت شركة أبحاث السوق "جارتنر" إن شحنات الحاسب الشخصي انخفضت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014 بنسبة 1.7%.
وذكرت كلتا الشركتين أن الشحنات خلال الربع الأول تعثرت بالرغم من قيام عدد من الشركات حول العالم باستبدال أجهزة الحاسب الخاصة بها بأخرى تعمل بإصدارات حديثة من نظام التشغيل "ويندوز"، وذلك قبل إنهاء الدعم لنظام التشغيل "ويندوز إكس بي"، الذي قامت به شركة "مايكروسوفت" المالكة للنظام الثلاثاء الماضي.
واستبعدت شركة "آي دي سي" أن تشهد موجة الانتقال إلى الأجهزة الذكية توقفا، على الرغم من أن التأثير قصير المدى الذي تحدثه على مبيعات أجهزة الحاسب الشخصي قد يشهد تباطؤا مع ارتفاع تغلغل الحاسبات اللوحية إلى الأسواق. وأضافت "من الممكن أن تصل شحنات الحاسبات الشخصية إلى الاستقرار، ولكن لا توجد فرصة لأن تنمو مجددًا".
من جهته، قال صالح الرادي، وهو صاحب موقع متخصص في متابعة آخر أخبار التقنية، إن هناك تحديات كبيرة على مستوى مصنعي الأجهزة الحاسوبية الشخصية (مكتبي – محمول)، من الشركات الكبيرة، في ظل الامتيازات التي تقدمها الأجهزة اللوحيه بخاصيات متعددة تقوم بمجمل عمليات الأجهزة الحاسوبية.
ويضيف الرادي في سياق تعليقه على زاوية يصفها بـ"المهمة"، أن السنوات الخمس المقبلة، ستكون حاسمة بالنسبة للشركات المنتجة للحاسبات الشخصية، وأوضح أن عددا من تلك الشركات تجري حالياً عمليات ترميم إلكترونية لاختبار خواص إلكترونية جديدة تعطيها مجالا حيويا لمنافسة الأجهزة اللوحية.
وحول وجود مخاوف كثيرة من اندثار الأجهزة الحاسوبية الشخصية من الخارطة التقنية، قال الرادي: "إن ذلك صعب في السنوات العشر المقبلة، لأنه ما زال يقوم بوظائف في البيئة التقنية لا تقوم بها الأجهزة اللوحية".