مع كل الثقة بجماهيرية نادي الاتحاد، وعظمتها والتصاقها بفريقها، إلا أنه لا يمكن القول إن الزحام الذي شهده بيع تذاكر مباراته أمام الفتح، التي جرت أمس مرده فقط الحرص على متابعة الفريق في أولى مبارياته في الدوري، وإنما مرده كذلك أنها تقام في العرين الجميل، ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة "الجوهرة".
هذا التزاحم يستحق التأمل فيه ليس من الزاوية السلبية وحسب، بل ربما يحرضنا على التفكير في استثمار حرص الجمهور على رؤية "الجوهرة" واستطلاع تفاصيله، والجلوس على مقاعده، والتمتع بإحساس الهيبة الذي يضفيه من مدرجاته.
علينا أن نوجه البوصلة نحو أفق استثمار "الجوهرة" بشكل مواز للمباريات التي يستضيفها، وهو استثمار يأتي من خلال إتاحة زيارته للجمهور في ساعات معينة تمكنه من الاطلاع على المدينة والملعب على وجه الخصوص، وعلى ما يشتملان عليه من منشآت بمقابل مادي مقبول أو رمزي، مع تخصيص دليل يرافق الجمهور في جولات اطلاعية تتضمن شروحات وافية وجاذبة عن كل منشأة، وما تقدمه من خدمات وتقنيات، على أن تختتم الزيارة بعرض سينمائي في إحدى القاعات الكبيرة في المدينة يقدم لمحة شاملة عن مراحل العمل في المدينة، وتطوراتها، وأبرز أحداثها ولحظاتها الحاسمة.
يستحق الجوهرة هذه العناية، ولا يفترض أن يترك للريح تصفر فيه خارج أوقات المباريات، فهو علامة فارقة، ومعلم شاهق من معالم نهضة المملكة، ويفترض أن يتحول مزارا للوفود الرسمية وللجمهور المتعطش لرؤية ما يتيحه من رقي وتقنيات لن يكون بالإمكان الاطلاع عليها خلال المباريات.
في كثير من الدول تحولت الملاعب ذات الطابع الخاص إلى علامات وشواهد رقي، مثل "ويمبلي" اللندني، وملعب فرنسا الباريسي، و"سانتياجو برنابيه" و"الكامب نو" الإسبانيين، و"الماراكانا" البرازيلي.. والجوهرة لا يقل عن أي منها ألقا ولا تطورا، لكن المهم كيف نستثمره بما يليق به؟!.