نجح الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد في تقديم عمل فريد وتاريخي وغير مسبوق على الصعيد الخليجي، وعلى صعيد التنظيم السعودي باختيار (المصمك) مكانا لإجراء قرعة بطولة الخليج الـ22، والحفل المصاحب ببعض الفقرات الفولكلورية والعرض المرئي الجميل والملائم للحدث، وكذلك برمجة زيارة المصمك والتجول فيه والتعرف على مكوناته ومحتوياته التاريخية.

وعلى هامش القرعة كان الحديث في ساحة المصمك الجميلة بين الضيوف والصحافيين الخليجيين بمن فيهم السعوديون عن المصمك والمعلومات التاريخية الخالدة التي سجلوها في ذاكرتهم ومدوناتهم التقنية والورقية.

والشكر موصول لإمارة منطقة الرياض بقيادة الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز على تفاعلها وتجاوبها مع رغبة اتحاد القدم وتسهيل مهامه بما يحقق نجاحا كبيرا للوطن في مناسبة غالية ومهمة تحتاج لكل جديد يرسخ مفهوم وأهمية وعمق إقامة (بطولة الخليج)، والحرص على نجاحها.

واتحاد القدم بهذا العمل أثبت أن من يريد النجاح ويحرص على الابتكار وتقديم ما يعكس حضارة الوطن وقيمة شبابه سيجد كل تعاون من الجهات المعنية، وأن المسؤولين في الجهات (غير الرياضية) مستعدون لمد يد العون واستثمار الرياضة في إطارها الصحيح.

كثيرون يؤكدون أنهم لا يعرفون شيئا عن المصمك وذهلوا بما شاهدوه داخل هذا القصر الضخم والفخم (المتعوب عليه) جدا في أن يؤرخ ويرصد ويوثق أحداثا تاريخية تعبر عن مجد وسؤدد وقوة هذه البلاد العظيمة المجيدة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز – غفر الله له ورحمه.

جل حديث الضيوف والإعلاميين كان عن المعلومات التاريخية التي يحتويها قصر المصمك وخصوصا أنها عرضت في لوحات على جدرانه بأسلوب جذاب وسهل وصور تحكي التاريخ البطولي لأبطال فتح الرياض ومعلومات أخرى لها علاقة بالعاصمة الحبيبة الرياض.

ومن عوامل الربط بهذا المكان أن بطولة الخليج (كفكرة) انطلقت من الرياض وبمقترح من الأمير خالد الفيصل الذي كان مديرا لرعاية الشباب عام 1387هـ (1966م)، والآن وزيرا للتربية والتعليم، وهي بطولة تجمعية هدفها لحمة أبناء دول الخليج بمثابة الملتقى لما فيه خير شباب الخليج وأمنه وعلو شأنه، والرياضة أهم وأقوى وأسهل وأسرع وأشهر وسيلة لتسامي الناس وتوادهم متى استثمرت مبادئها السامية وقيمها جيدا، (الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة)، ولذا نأمل أن تكون (خليجي 22) في العاصمة الحبيبة الرياض ملتقى خير وألفة ومحبة وعناق بالقلوب على كافة الأصعدة.

مهما شابها من إثارة وتصريحات تبقى مناسبة عزيزة على الجميع، ولو عدنا لآخر بطولة على أرض البحرين التي فاز بها المنتخب الإماراتي نجد كيف كان لهذا الإنجاز أثره على الشعب الإماراتي وأبطال الإنجاز وتلاحم الشعب مع القيادة، فإن هذا من محاسن وجماليات وإيجابيات كرة القدم الخليجية.

هي أرض خصبة لتعزيز العلاقات وتقوية أواصر التعارف مما يساعد في تحقيق نجاحات جماعية لمنطقة الخليج في مناسبات أخرى قارية ودولية.

من جانبي، حرصت أثناء إجراء القرعة أول من أمس على تجاذب أطراف الحديث مع عدد من الضيوف والزملاء الأعزاء من مختلف الدول، وكان الانطباع مفرحا وأن الجميع يعيشون أجواء الخليج كما لو أن البطولة بدأت، وعبروا عن مدى ارتياحهم بأن هذه الأجواء ستزيد من قيمتها، متفائلين بمستويات فنية عالية أفضل عن السابق، وكل وفد يؤكد أنه سيدخل البطولة لتحقيق اللقب مع إجماع على أن المجموعة الثانية تستحق لقب (الحديدية) وأنها أقوى عن المجموعة الأولى، مع عدم استبعاد أي منتخب من المنافسة، والتأكيد على أن اليمن مازال الأقل حظوظا.

وعلى الصعيد الإعلامي حضرت وفود كبيرة من مختلف القنوات وبعضها تفاعلت بأستديو من أرض الحدث.

أمنياتنا بنجاح كبير أيام البطولة من 13 نوفمبر المقبل إلى 26 منه.