تخيل أن تقف تحت حرارة الشمس في عز الظهيرة وفوق رأسك سقف حديدي ملتهب، وإلى جانبك هدير محركات السيارات في منطقة صحراوية تقبع في منفذ "الرقعي" الذي يربط حدودنا مع دولة الكويت.

لم يفسد متعة إجازة العيد التي قضيتها مع الأهل والأحبة في الكويت، إلا تصرفات غير مسؤولة من موظف جمارك أصر على تفتيش إحدى السيارات لوافد عربي بطريقة بدائية عفى عليها الزمن. إذ قام بترك جميع المسافرين في حيرة من أمرهم، وبدأ بتقليب الشنط يدويا، بالرغم من وجود أجهزة الكشف الحديثة إلى جانبه!

ورغم توافد المسافرين إلى موظف الجمارك، والشكوى من حرارة الطقس، وعدم وجود مكيفات أو أجهزة تلطيف الجو، وندرة وجود برادات للماء، وطول فترة الانتظار، إلا أنه صرخ في وجوههم وطلب منهم الذهاب إلى المشرف المسؤول.

حينها انتقل المسافرون "المراجعون" إلى غرفة المدير الذي يترنح في مكتب مكيف في زاوية المبنى لشكوى الموظف، ومع ذلك فإنهم اكتشفوا أن المشرف يحتاج إلى مشرف، فلم يخرج عليهم إلا بعد ربع ساعة تقريبا وليته لم يخرج!، فقد زاد الطين بلة، وقام بتحويل بعض سيارات المراجعين إلى الفحص الإشعاعي، لتزيد المعاناة أكثر.

خلاصة الموضوع: ما ذنب المسافرين من مواطنين وغيرهم في التعامل السلبي من بعض رجال الجمارك؟

إذا كان جهاز الجمارك لم يوفر لهم مستوى الرضا الوظيفي الذي يطمحون إليه، والذي طالما طالبنا لهم، وكتبنا عنهم، ووقفنا مع تحقيق ذلك، ليس من أجل أشخاص، بل لخدمة من يخدم حدود وطنه.