في لقاء متلفز هو الأول منذ عودته لاستئناف عمله في العاصمة اللبنانية بيروت، عاد السفير السعودي في لبنان للتأكيد على عدم تدخل المملكة في الشأن اللبناني الداخلي، وعلى كافة الأصعدة.

وقال عسيري قاطعاً "لا أملك كلمة سر، ولا نتدخل في ترشيح رئيس أو شخص بعينه. علاقتنا على مسافة واحدة مع كل الأطراف".

وحول رفض حزب الله الموافقة على رئيس بعينه، شريطة أن يضع "المقاومة" ضمن برنامجة، قال عسيري إن ذلك شأناً خاصاً بحزب الله، "نحن نتمنى رئيساً للبنان يخدم كل اللبنانيين، وعلى توافق مع كل القوى السياسية".

يأتي ذلك، في غضون ما تعمد حزب الله وللمرة الثالثة على التوالي، إفشال جلسة مجلس النواب التي كانت مخصصة أمس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث رفضوا حضور الجلسة، مما أدى إلى عدم إكمال النصاب القانوني المطلوب للمجلس. ولم يتجاوز عدد النواب الذين دخلوا القاعة 67 نائباً في حين أن النصاب المطلوب هو 86 نائباً. وشنَّ المرشح الرئاسي لفريق 14 آذار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هجوماً عنيفاً على حزب الله، واتهمه بعرقلة الاستحقاق الرئاسي رغبة في إيصال شخصية على مقاسه، حسب تعبيره، وقال "حزب الله يريد رئيساً يساعده على تحقيق أهدافه، وليس لخدمة اللبنانيين أو رئيساً يعبر عن الوجدان التاريخي للبنانيين". ودعا جعجع غريمه التقليدي رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون إلى التقدم للترشح كي يختار الشعب من يريد، وقال "أدعو عون للترشح رسمياً، وأن يقدم برنامجه ونذهب إلى المجلس النيابي، وفي نهاية المطاف سينتخب أحدنا ونصل إلى رئيس، وهذا الطريق السليم الوحيد". وأوضح جعجع أن الرئيس الأسبق أمين الجميل "يقوم بجولات لدق جرس الإنذار ويحاول الوصول إلى قرب انتهاء مهلة الرئيس، وهو لا يأتي بحل معلب أو جاهز، بل يطرح الأمر للتفكير بالخروج من الاستحقاق". بدورها، أعربت عضو كتلة "القوات" اللبنانية النائب ستريدا جعجع عن أسفها لما جرى في الجلسة. وقالت "لثالث مرة ثمة من يعرقل استحقاقاً مهماً لهذه الدرجة ويحاول أن يفرض علينا إما مرشحهم أو لا انتخابات". وتساءلت "لماذا لم يعلن النائب ميشال عون عن ترشحه حتى الآن. فهذا يدل على ضعف وخوف، ولماذا الإبقاء على هذا المرشح الشبح لدى فريق 8 آذار؟". وأضافت "نحن موحدون ودخلنا القاعة باتفاق تام، وسنبقى كذلك، وهم يمارسون الهروب بلا مرشح أو مشروع واضح المعالم". وحظي لقاء رئيس حزب الكتائب الرئيس الأسبق أمين الجميل بالنائب ميشال عون باهتمام كبير، حيث اتفق الرجلان على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، أي قبل 25 من الشهر الجاري.