حلت الممثلة الأميركية الملقبة بمحبوبة أميركا "ساندرا بولوك" في المرتبة الأولى بين ممثلات هوليوود من ناحية الأجر ـ وما زال أجرها أقل كثيرا من أجور الممثلين الرجال ـ إذ بلغ دخل بطلة فيلم "جاذبية" الحاصل على الأوسكار الأخير عام 2014، نحو 51 مليون دولار، أي نحو 200 مليون ريال، وهو ـ قد ـ يتجاوز ما حصل عليه الممثلون والممثلات العرب مجتمعين من المحيط إلى الخليج خلال الفترة ذاتها، ويفوق ميزانية 30 مسلسلا عربيا أنتج في نفس الفترة!.

فنجم نجوم العرب عادل إمام لا يتجاوز أجره عن المسلسل الذي يساوي في مجهوده وزمنه أكثر من ستة أفلام؛ مبلغ الـ5 ملايين دولار، وأكبر نجم في الخليج لا يتجاوز أجره المليونين، وبقية الممثلين المساندين من غير النجوم أجورهم "محزنة"، ولا شك أن هذا التفاوت الكبير لا يعود إلى حجم الموهبة، ففي العالم العربي مواهب لا تقل عن المواهب الهوليوودية، ولكنه يرجع في المقام الأول إلى غياب "السينما" العربية، التي تعدّ المصدر الأهم للدخل في المجال الفني.

وقد يقيس البعض هذا بالتفاوت الحاصل في أجور لاعبي كرة القدم في أوروبا والأجور في عالمنا العربي، إذ إن أجر لاعب مثل ميسي أو رونالدو يتجاوز ميزانيات أندية عربية كبيرة، لكن المقارنة هنا ليست في محلها، فكرة القدم لغتها "عالمية" وأي لاعب "فذ" من أي مكان سرعان ما سيجد نفسه في أكبر الأندية الأوروبية، بينما التمثيل فعل ثقافي يقوم على إرث من اللغة والخيال الجمعي، لذلك فأجور اللاعبين تبقى ثمنا عادلا لقوة مواهبهم، بينما أجور الفنانين هي ثمن لضعف الحالة الفنية في العالم العربي.