كثرة المقاهي والاستراحات تعطي دلالة واضحة على هجر الناس لمنازلها. لم يعد للمنزل قيمة تذكر لدى الكثيرين، فقط مجرد استراحة للنوم وتناول بعض الوجبات!

لن أغوص في هذه القضية المتشعبة، فقط أود أن أشير إلى هذه المجالس الضخمة في منازل السعوديين، ما الغاية منها، وما قيمتها وما الفائدة منها؟!

مجالس فخمة مؤثثة بأثاث فخم، وذات ديكورات جميلة، وأرضيات وستائر وتحف وجداريات، والمحصلة النهائية لا أحد يدخلها، حتى الضيوف تتم دعوتهم في الاستراحات الخاصة وفي المطاعم!

ما الفائدة من هذه المجالس التي ترفع تكلفة البناء، وتستقطع مساحات هائلة من المنزل، إذ إن مساحة المجلس الرئيس والأرضي تعادل مساحة شقة فاخرة تطل على الخليج العربي؟!

نعم هناك أشخاص يستثمرون مجالسهم ويفتحونها بين فترة وأخرى، لكن هناك من لا يفتح هذا المجلس نهائيا؛ وإن حدثت المعجزة ففي السنة مرة!

فإن كنت من هذه الفئة الأخيرة، فأقدم إليك اقتراحاتي بضرورة الاستفادة من هذه المجالس الضخمة، لا يجب أن تتركها للتلف والخراب، من الممكن تحويلها إلى صالة حديد يستفيد منها أولادك، أو تحولها إلى صالة ألعاب "بلياردو ـ تنس".

أيضا، بالإمكان تحويل المجلس الرئيس إلى مسبح، والمجلس الأرضي إلى غرفة ساونا، أو تحولها إلى صالة تعليم مبكر تضم عددا من الوسائل، تستطيع أن تستثمر المجلس الأرضي إن كان ملاصقا للسور وتحوله إلى بقالة أو خياط نسائي، بإمكانك أن تجعل من مجلسك محمية لنباتات استوائية، تستطيع أن تهدم جدارا وتحوله إلى موقف سيارة مغلق.

أفكار كثيرة بإمكانك ابتكارها والاستفادة منها، ذلك أفضل لك من خسارة هذه المساحة المهمة من منزلك، وفي حال جاءك ضيف فـ"الاستراحات واجد"!.

وبطبيعة الحال الحديث ليس عن كل الناس، هناك أناس لا ينطبق عليهم ذلك، فقط لأنهم اعتادوا على فتح مجالسهم بصفة مستمرة، المهم هو أن تبادر عزيزي القارئ ـ إن كنت من الذين يغلقون مجالسهم على مدار السنة ـ وتبحث عن الفكرة التي تناسب مساحة مجلسك، وتبادر إلى تنفيذها، ولا بأس أن تعرض بعض الأفكار هنا، فالأفكار تتلاقح كما تقول العرب!.