اسمحوا لنا بقيادة السيارة.. وأعدكم بأن تحل مشكلة التأشيرات.. هذا الهم الذي يقض مضجع الكثير من الرجال المتحمسين للسعودة والحريصين عليها بدافع واجب وطني يسعى إلى محاربة البطالة والانتصار عليها وتوجيه سيول الأموال التي تذهب للخارج عبر مصارف الحوالات إلى قنوات تصب في داخل البلد لتعمره وتحل مشاكل أبنائه.
قبل أن ينادي هؤلاء المتحمسون بمنع التأشيرات والتضييق عليها لابد أن نعرف أن أغلب هذه التأشيرات التي تضخ العمالة بشكل مبالغ فيه وتضيع على السعوديين (من وجهة نظر البعض) وظائف كثيرة قد تخفف من حجم التكدس والبطالة بين الشباب السعودي هي في الأصل لسائقين شخصيين لا تستغني عنهم الأسر السعودية إلا أن ينفض الرجل عنه عباءة الكسل ويشمر عن ساقيه ويعمل لدى أهله بوظيفة سائق بالإضافة إلى وظيفته الأساسية (المحرم) وهذا لن يكون بالطبع، لكون وظيفة المحرم مرهقة جدا وتتطلب منه أن يكون (مفنجل عيونه) أربعا وعشرين ساعة ويجتهد في تفسير كل شاردة وواردة وكل لمحة وإيماءة، لابد أن نعلم أن هناك الكثير من الأسر الكبيرة لديها ثلاثة سائقين أو أكثر فإحدى بناتها ممرضة بدوامات مختلفة ومتغيرة وأخرى فتاة جامعية تتعارض مواعيد محاضراتها مع مواعيد مدارس الصغار وروضاتهم وبالتالي فهم يحتاجون سائقا آخر والأم لها مشاويرها الطارئة التي لا تعترف بكل ما سبق من مواعيد لتهنئة أو عزاء أو مواساة أو (دجة). فمن لكل هؤلاء (الحريم)؟
كما نعلم أن هناك الكثير من الأسر أيضا تستقدم العمالة المختلفة بتأشيرات السائقين ثم تلقي بهم في الشوارع ليصنعوا المستحيل ويفتشوا عن مصادر (عجيبة غريبة) للحصول على النقود التي يتشاركون فيها مع الكفيل. لكن لا ذنب لنا (نحن النساء في كل هذا).. سلمونا دفة القيادة وألغوا تأشيرات السائقين أو اضبطوا منحها بقيود دقيقة وصارمة.
إن قيادة المرأة السعودية مطلب حضاري وسوف يكون إنجازا رياضيا كذلك، فبعد تعلمنا القيادة سوف نكون على استعداد تام للمشاركة في أي من الراليات العالمية في حال طلبوا مشاركة المرأة السعودية أسوة بغيرها من التجمعات الرياضية التي تشترط وجود العنصر النسائي.
نسيت أن أسأل سؤالا مهما في البداية.. لو قبل الشاب السعودي بوظيفة سائق شخصي براتب (ألف ريال) قد يدفعها كاملة في آخر الشهر لفاتورة الكهرباء فمن منكم يقبل بتوظيفه لمرافقة زوجته مرافقة لصيقة في كل مشاويرها وتحركاتها وبذلك يعرف كل صغيرة وكبيرة عنها وعن الأسرة بأكملها؟