أين تكمن أهمية الفيلم السينمائي: في الموضوع أم في وجهة النظر؟!، إن كنت ممن يرى أنها كامنة في الموضوع فيمكنك التوقف عن القراءة، فالحديث عن فيلم "وجدة" لهيفاء المنصور!، حكاية بنت تحلم بدرّاجة!
وجهة نظر تعني أول ما تعني وجود زاوية، ينظر منها المخرج للعمل وللمتفرج، محاولاً التحايل على كل منهما لجمعه بصاحبه، سينمائياً يلزم أن يكون للعمل خط نمو لا يتصف بالتوهان أو الضعف، وهو أمر تمكنت منه هيفاء المنصور بحرفية عالية، ربما لأنه الأوضح بريقاً في موهبتها منذ أول تجاربها "الآخر" الذي لم يكن فيلماً سينمائياً بالمعنى الحقيقي، ولا بأي معنى آخر، لولا تمكنها من الإمساك بحسم لهذه المسألة، الفوارق الشاسعة التي حدثت بين الفيلمين من حيث القدرة على إدارة الممثلين وانتقاء زوايا المشهد وتناغم المدد الزمنية وغيرها من الأمور الأكثر تعقيداً، فوارق لا يمكن للزمن الفاصل بين التجربتين الأولى والأخيرة استيعابه وإتاحة فرص لتصديق حدوثه، طاقة إنتاجية هائلة أسهمت في ردم أكثر من هوّة، هذا لا يقلل من شأن المخرجة وقيمتها، كان بالإمكان صرف أضعاف هذه المبالغ وتسخير خبراء ومساعدين أكثر، والحصول على نتيجة خائبة فيما لو لم تكن الرؤية الإخراجية حاضرة وقادرة على الاستفادة من كل مساعدة بما في ذلك القدرة على تجنب مقترحات بعينها واستبعاد إرشادات ونصائح بذاتها!