مجدداً أقول في السابق حينما تنقلب سيارة لسبب مجهول ويموت صاحبها، يتم تعليق التهمة على سلطان النوم.. اليوم ـ والله وحده يعلم السر ـ أعتقد أن ثمة حوادث قضى فيها أناس، كانت بسبب استخدام الهاتف الجوال!

وشخصياً أعتقد من الظلم تسميته بهاتف جوال.. الذي تحمله في جيبك ليس هاتفاً.. إطلاقاً، لا يمكن القبول بهذا الوصف.. مئات البرامج المرئية والمسموعة والمقروءة.. وأكثر منها الألعاب والصور والمقاطع.. من الممكن قبول تسميته بتلفزيون.. جهاز كومبيوتر.. آيباد.. جهاز موسيقي - سمّه ما شئت -.. لكن أن تتم تسميته "هاتف جوال"، فهذا كما يقال في دفاتر التحقيقات مقبول شكلاً ومرفوض مضموناً!

في الشارع أمامك، نادراً ما تشاهد سائق سيارة غير ممسك بهذا الجهاز - إحدى الدراسات تقول إن نصف الشباب يستخدمون الجوال أثناء القيادة - تأمل ما حولك وستكتشف حجم الخطورة: جزء من السائقين يتحدث.. وجزء يوزع نظراته بين الهاتف والطريق.. وجزء آخر مطأطئ الرأس لا تعلم كيف تسير سيارته.. قيادة السيارة عملية تفاعلية تعتمد على التركيز.. لكن كل هذا يقل، أو ينخفض، أو ينعدم أثناء استخدام الهاتف.. هناك من يؤكد أن استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة يعادل تأثير تعاطي المسكر.. يقول أحد المختصين: إن كنت تسير بسرعة 85 كم/الساعة وانشغلت بالجوال لمدة ثانيتين فقط، ستقطع ما يقارب الـ27 متراً دون أن ترى!

- من هنا تتضاعف الخطورة.. بلغت نسبة الحوادث التي تصطدم فيها السيارات بالسيارات المقابلة لها في السعودية بسبب استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة 78 % من جملة الحوادث - المصدر: صحيفة الشرق الأوسط - هذه نسبة مخيفة تستوجب حملة مرورية على استخدام الجوال؛ الأمر يتجاوز الحديث عن الأضرار المادية والانعكاسات السلبية إلى الحوادث القاتلة!

مطلع العام الحالي سجلت إحدى المناطق خلال أسبوعين فقط أكثر من 17 ألف مخالفة استخدام جوال أثناء القيادة.. مؤكد أنك ستكون حريصاً على حياتك أكثر من حرصك على عدم الحصول على مخالفة.. لماذا تخشى الحملات المرورية أكثر من خشيتك على سلامتك وسلامة الآخرين!