خسر النصر بفعل فاعل بطولة السوبر السعودي أمام شقيقه الشباب القوي، خسر النصر ليس لأنه كان سيئا في المباراة بل كان هو الأفضل معظم أوقات المباراة، ولكنه خسر بأخطاء تحكيمية أثرت في نتيجة المباراة وحرمته من ضربات جزاء واضحة جدا ومن طرد وإنذارات عكسية.
النصر الفريق الثقيل في الملعب مساء الخميس الماضي كان أحق بالبطولة، ولكن للأسف تظل المشكلة التي تعاني منها الأندية وبالذات النصر، ضعف التحكيم السعودي وهو ما حذرت منه في مقال سابق وطالبت بحكام أجانب لنهائي السوبر.
أنا متأكد أن أخطاء الحكم فهد المرداسي في المباراة والتي أثرت في النتيجة سوف تمر على اتحاد القدم مرور الكرام، وأفضل شيء قد تقوم به اللجنة هو إبعاد الحكم أسبوعين أو ثلاثة عن المباريات، ولكن الفريق الذي خسر ملايين من الدولارات والريالات وتسحب منه النتيجة بهذا الشكل لا يهمهم ولا يعنيهم ما صرفه هو أو غيره.
قد تكون هناك وجهات نظر لدى بعض الجماهير النصراوية في دخول لاعب أو خروج آخر أو إضافة مهاجم ثان أو تغيير لاعب تم إنذاره ولكن كل الجماهير السعودية والإعلام الرياضي والمحليين اتفقوا على أن الحكم سلب البطولة بأخطائه من فريق وأعطاها لفريق آخر.
الآن انتهت الحفلة، وفاز الشباب ونقول له مبروك البطولة، ولكن لا بد من إعادة النظر في موضوع التحكيم، وعقد اجتماع طارئ لمجلس إدارة الاتحاد لمناقشة الوضع العام للحكام وتحديدا ما حدث في نهائي السوبر والذي قد يسيء للبطولات الأخرى، بدءا من الدوري، وانتهاء بكأس الملك.
الاجتماع الطارئ يجب أن يشمل نقاطا حساسة ومهمة، منها تشكيل لجنة لدراسة وضع التحكيم السعودي كبند أول، ثم الإقرار بأن حكم المباراة ارتكب أخطاء مؤثرة في نهائي السوبر لكي نسيطر على الاحتقان الحاصل الآن بين الجماهير الكروية عموما وجماهير النصر خاصة، وهذه إحدى مهام الاتحاد، والبند الثالث فتح الاستعانة بالحكام الأجانب لكل فريق بأي عدد يرغب به طالما أنه سيدفع ولن يتحمل الاتحاد أي هللة، والبند الرابع إعطاء الحكام دورات في تطوير الأداء تشمل الجوانب النفسية والسلوكية وبناء القدرات الشخصية وتطوير الذات واتخاذ القرار، والبند الخامس احتراف الحكام وهذا أمر مهم أن نبدأ به الآن لبناء جيل جديد ومختلف.
كما يجب عقد اجتماع عاجل بين الشركة الراعية للدوري "عبداللطيف جميل" ورابطة دوري المحترفين ولجنة الحكام الرئيسية لوضع آليات معينة عاجلة لتطوير التحكيم بمساعدة من الشركة الراعية للدوري لكي لا يفقد الدوري قيمته وهيبته وصحته وسلامته من الأخطاء التي قد تؤثر في الحضور الجماهيري وتؤدي إلى "عزوف" يؤثر على خطة الشركة في رعاية الدوري.
أنا أعرف أن اتحاد القدم مشغول بمشاكله وظروفه، سواء مع أعضاء الجمعية العمومية أو الإعداد لدورة الخليج وكأس آسيا أو ظروفه المالية أو إعداد المنتخبات أو ضعف اللوائح بل وعدم وجودها في بعض اللجان، ولكن التحكيم جزء مؤثر في اللعبة ويثير الجماهير ويزيد الاحتقان ويكثر معه التشكيك والسب والشتم ولذلك يجب إعطاؤه اهتماما أكبر ودعمه ماليا ومعنويا لكي ينجح ويتطور.