"السبب الرئيس للإرهاب في العصر الحالي هو الطريقة غير الإنسانية التي يتعامل بها الغرب مع العالم الإسلامي من 200 عام تقريباً... ولن نتغلب على الإرهاب إلا إذا تعاملنا مع الدول الإسلامية بعدل وإنصاف، مثلما نريد ونحب أن يُعاملنا الآخر".
هذه القناعة التي وصل إليها عضو البرلمان الألماني الاتحادي والناطق باسم الحزب الديموقراطي المسيحي الدكتور يورجن تودينهوفر في كتابه: "لماذا تقتل يا زيد" الذي يحكي فيه القصة الحقيقية للمقاومة العراقية.
انتشر الكتاب عام 2008 بعدما استعان تودينهوفر في تأليف الكتاب والبحث عن الحقيقة بسبر أغوار المقاومة والسفر خفيةً إلى العراق لقراءة أسباب الإرهاب، فكان ذلك الفصل الأول من الكتاب، وعد الكتاب صرخة ضمير مواطن غربي يؤمن بالإنسانية، ويدعو ساسة الغرب إلى نبذ أوهام التفوق والعنصرية والانفتاح والتفاعل الإيجابي مع شعوب العالم.
وقال تودينهوفر في الفصل الثاني من كتابه إنه لخص ما تعلمه من قراءاته ورحلاته في 10 فرضيات تعبر عن رؤيته الشخصية للأشياء محاولاً فيها أن يرى أحداث الـ200 عام الأخيرة في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه حان الوقت ليفتحوا أعينهم؛ لأن سياستهم الراهنة تجاه العالم الإسلامي لا مستقبل لها.
وفي الفرضية الرابعة قال: "المسلمون ليسوا أقل تسامحاً من اليهود والنصارى، كما كانت لهم إسهامات كبرى في الحضارة الغربية".
وقال: لم يكن مصطلح "الحرب المقدسة" من اختراع المسلمين، ولم يشاركوا في الحملات الصليبية التي قتلت 4 ملايين مسلم ويهودي، ولم يأت من الإسلام أولئك الذين خاضوا في الدم إلى الركب في القدس قبل أن يتوجهوا "سعداء وباكين من الغبطة" إلى قبر المسيح. ولم يستعمل الإسلام في تاريخه قط كلمة "مقدس" لأي حرب. وكذلك لم يكونوا مسلمين أولئك الذين ذبحوا نحو 50 مليونا من البشر باسم استعمار أفريقيا وآسيا، ولم يكن منهم من أشعل نار الحربين العالميتين وتسببوا في هلاك 70 مليونا من البشر. ولم يكن المسلمون بل نحن الألمان الذين قمنا بقتل 6 ملايين مواطن يهودي.
وقال: عندما أرسى طارق بن زياد سفنه على شواطئ شبه الجزيرة إيبريا، بدأت فترة ازدهار علمي وحضاري ومازالت الحضارة الغربية تستفيد منه إلى اليوم... وصار حال اليهود تحت الحكم الإسلامي أحسن بكثير منه تحت الحكم المسيحي.