يتغنى بعض كبار المتنفذين في أغلب القطاعات، بترنيمة التوطين ودعم الكفاءات الوطنية ومنحها الفرص العادلة للإبداع.. ذلك نظرياً صحيح، فما أكثر ما سمعنا وشاهدنا هذه التصريحات، لكن السؤال: هل هذا الكلام التنظيري الجميل يُطبق على أرض الواقع؟ بالتأكيد الجواب: لا, ولو أخذنا ـ فقط ـ الجانب الإعلامي مثالا لأثبتنا ـ وبالدليل القاطع ـ أن قنواتنا المحلية وإذاعاتنا بيئة طاردة بامتياز للكفاءات الواعدة، بل والغريب أن بعض الوجوه الإعلامية كانت عادية جداً أو تقليدية جداً جداً حين كانت في قطاعنا المحلي، لكن في اللحظة التي تحرر فيها هذا الكادر من قيود الروتين والبيروقراطية القاتلة، حلق عالياً في سماء الإبداع، ولا تسألوا لماذا؟ لأنه ـ وببساطة ـ مازال بعض المتنفذين يديرون منظماتهم بعقلية القرن الماضي، فالإجازة بمعروض، وطلب الحقوق باستعطاف، واستلام الحقوق قد يتأخر شهورا!
أبعد كل هذه البيئة السوداوية الطاردة نستغرب من هجرة الكفاءات للخارج؟
دعونا نستعرض بعض الأسماء المهاجرة لنحكم: علي العلياني، ونادين البدير، ولجين عمران، وتهاني الجهني، وميساء العمودي، وحمود الفايز، وبتال القوس، وتركي العجمة، وأخيرا وليس آخراً خالد مدخلي ابن القنوات السعودية المحلية وغيرهم الكثير الكثير.. هاجروا فأبدعوا بينما كان من الممكن منحهم الفرصة في قنواتنا المحلية، فنحن أولى بأبنائنا، لكن بالعودة للمربع الأول: هل تصبح البيئة المحلية بيئة جاذبة؟ لا أملك الجواب، لكن أملك بعض المعطيات التي تؤكد أن الوضع في هيئة الإذاعة والتلفزيون بحاجة إلى إعادة نظر.
خاتمة: تخيلوا أن شخصاً ما عمل منذ عام 1420 هـ وحتى اليوم راتبه 3000 ريال لم يزد ريالاً واحداً، ورسالتي لمن يهمه الأمر: لو كان هذا (الإعلامي) جيداً لم لا تعطوه حقه؟ ولو كان سيئاً، لماذا صبرتم عليه كل هذه السنين!؟