كتبتها في عشرات المقالات: "الذي لا يتقدم يتأخر بالضرورة". لا شيء مع سنة الحياة وعامل التدافع يحمل صفة الثبات؛ فالخائن يتفاقم سعار الخيانة لديه، والمال الحرام يجعله كالممسوس العطشان يتخبط، ومن اختاروا أن تكون خيرات الوطن وحدوده ونعم الله التي لا تحصى فيه.. ونعيم الأمن مقرهم الجسدي، بينما أفئدتهم وعاطفتهم وخيرهم اللفظي والحركي عابر للحدود، كشفتهم صنائع أيديهم ورصيدهم من الخزي بات معروفا!
ماذا عن قيادات و"نخب فاشلة"، تنافست في خذلان أجيال تبحث عن صورة الوطن وقيم التمسك به.. بداية من إنصاف الوطن، الذي تكاثروه رغم النعم التي غمرتهم، فكان الصمت والكسل خياريهم، ومنهم من ضحى بكلمة حق في سبيل الوطن ومقدراته حتى لا يخسر متابعة مغرد ولاؤه عابر للحدود.. المتعاطفون والداعمون للفكر السوداوي الساخط القانط، أبرز من التزموا جريمة "الحياد والصمت والعقوق الوطني"، ويصل في بعض الأفراد إلى فساد ضمائر تضعهم على أعتاب الخيانة الوطنية.
منذ تتالي كلمات الملك: بمناسبة العيد، والكلمة الموجهة للعالم عن الإرهاب العالمي، وفي مجلسه في "جمعة نقد الكسل والصمت".. ولا مبادرة أعلنت تفاعلا مع الكلمة الملكية سوى مبادرة هيئة كبار العلماء، رغم أنها الهيئة الوحيدة الحاضرة، إذ كانت فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، حاضرة تقريبا بصورة يومية.. وقدم فضيلته ما لديه حتى وهو على السرير الأبيض. ومع ذلك ويا لنبل الكبار "هيئة كبار العلماء يقدم أحد أعضائها، الشيخ عبدالله المنيع اعترافا: الهيئة لم تقم بواجبها كاملاً، وهناك تقصير".
الإنسان المبادر لا يحتاج مطالبة بتطويق الوطن وحمايته.. المبادرة من شيمه وتحقق جانبا مهما من استشعاره بالرضا عن الذات. وبرصد أصداء "الكلمة الملكية": أين منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، والأندية الأدبية، والرياضية، والغرف التجارية، والكيانات التي لولا الاقتصاد السعودي ما كانت لها قيمة، وتنتمي لقطاعات عملاقة كالفنادق والمصارف..إلخ، القطاعات التي توقعت أن الكلمة لنخبة من علماء الدين.. وفي الواقع لا أحد منا خارج الكلمة الملكية، وخاصة من يرمون الفتات عبر مبادراتهم "المادية"، وتكون في حدها الأدنى أو الأعلى لا تسد الرمق.
بالنسبة لاقتراح إلزام الشباب بالخدمة الوطنية لاحتواء أزمة "الفراغ والبطالة وغيبوبة الولاء"، ورغم ثقتنا في القائمين على اتخاذ هذا القرار أو تجاهله ربما تكون فكرة من الوجيه دراستها، ليس احتياجاً ومن منطلقات النقص.. بل لردم فجوة غيبوبة المؤسسات الأخرى: "أسرية، تربوية، إعلامية، دينية"... إلخ.
وقفة:
"عجبت لكسلكم في الحق.. ونشاط عدوكم في الباطل".. قالها علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ للمسلمين المرافقين له لقتال الخوارج.. في كل زمن هناك صامتون يدفع الجميع ـ والأبرياء خاصة ـ ثمن صمتهم!