في وقت بدأ فيه تنفيذ وقف إطلاق النار بالأحياء المحاصرة من مدينة حمص في وسط سورية، أعلنت مصادر سورية محلية أن ما لا يقل عن 18 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب أكثر 50 شخصا بجروح إثر تفجير سيارتين مفخختين ببلدتين بريف حماة أمس.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الانفجارين استهدفا بلدتي جبرين والحميري التي تقطنهما غالبية موالية للنظام السوري .
وقال مركز حماة الإعلامي إن قوات من المعارضة فجرت سيارتين مفخختين فجر أمس في مخفرين تابعين لقوات النظام في بلدتي جبرين والحميري، مما أدى إلى قتل وجرح العشرات من قوات النظام.
وفي سياق متصل، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن غارات جوية استهدفت حي جوبر تزامنا مع قصف مدفعي واشتباكات عنيفة تدور على عدة محاور بالحي الواقع في العاصمة دمشق، كما استهدفت المدفعية الثقيلة مدن وبلدات المليحة وخان الشيح وزملكا وداريا والزبداني، وعدة مناطق أخرى بالغوطة الشرقية مع استمرار الاشتباكات على أطراف بلدة المليحة.
وأغار طيران النظام على أحياء الأشرفية ومنطقة الشيخ نجار بحلب وجرت أيضا اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة في نفس المنطقة.
من ناحية ثانية، أظهرت لقطات حملت على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، ما يعتقد أنه قتال بين معارضين مسلحين وقوات النظام السوري.
ويظهر أحد المقاطع الذي يعتقد أنه صور وحمل أول من أمس، ما يقال إنه انفجار بمصنع للسكر تحول إلى معقل لقوات النظام عندما أصابه المعارضون المسلحون، وفي مقطع آخر بدا اتخاذ قوات معارضة لمواقعها وإطلاقها النار عبر جدار فيما يعتقد أنها المليحة الشرقية في ريف دمشق.
وأبان آخر مقطعين ما يعتقد أنها العواقب المترتبة على ما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه هجوم لطائرات النظام على سوق مكتظ في حي يسيطر عليه المعارضون المسلحون في حلب.
إلى ذلك، دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ أمس بالأحياء المحاصرة من مدينة حمص في وسط سورية، تمهيدا لخروج المقاتلين المعارضين منها، وذلك قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية.
وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية إلى بدء تنفيذ وقف لإطلاق النار في الأحياء المحاصرة من حمص التي تتعرض لحملة عسكرية منذ نحو أسبوعين، تمهيدا لتنفيذ اتفاق بين طرفي النزاع.
وأضاف أن الاتفاق "بخروج المقاتلين من الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عامين، على أن يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول القوات النظامية إلى هذه الأحياء".
وأكد عبدالرحمن أن الانسحاب لم يبدأ بعد، ويفترض بدء تنفيذ باقي البنود خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وقال ناشط في المدينة يقدم نفسه باسم "ثائر الخالدية"، إن الاتفاق "هدنة ستستمر 48 ساعة بدءا من أمس، يتبعها خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي".
إلى ذلك، أمر زعيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي جديد نشر أمس على مواقع إسلامية، جبهة النصرة التي تعد ذراع التنظيم المتطرف في سورية، بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين، وأن يتفرغوا -حسب قوله - "لقتال أعداء الإسلام من البعثيين وحلفائهم من الروافض".