أثار قيام الطفل كريم الأبنودي، ببطولة فيلم "حلاوة روح" احتجاجات متعددة، إذ رأى البعض أن مشاركته في هذا العمل بما يتضمنه من مشاهد خارجة، انتهاك للطفولة.
من جهتها، قالت الناقدة نهى جاد لـ"الوطن"، إن السينما المصرية قدمت الكثير من الأفلام التي يظهر بها أطفال أمثال "الحفيد" و"إمبراطورية ميم" وحتى فيلم "لا مؤاخذة"، المعروض حاليا.
وعدّت أن استخدام الأطفال في أعمال فنية لخدمة أهداف وأغراض المنتجين، في تحصيل المكاسب، أمرا خطيرا للغاية، ومطلوب التصدي له بكل قوة، خاصة وأن تلك الظاهرة أخذت في التنامي خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد ثورة 25 يناير 2011.
وأوضحت جاد أن بعض المنتجين يقدمون فنا مبتذلا هابطا بدعوى حرية الإبداع، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المجتمع.
إلى ذلك، أكد الناقد طارق الشناوي، أن مشاركة الأطفال في أعمال سينمائية صادمة ليس بجديد، فقد قدمت السينما عام 1954 في فيلم "جعلوني مجرما" نماذج لأطفال تقوم الراحلة نجمة إبراهيم بتوجيههم ودفعهم نحو تعلم السرقة، مشيرا إلى أن المنظومات الاجتماعية تعد مثل هذه النماذج في الأفلام متجاوزة في حقوق الأطفال. وأضاف أن مشاركة الأطفال ليس هو المهم، ولكن السياق الذي يوضعون فيه.
وترى الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أن الساحة الفنية شهدت في الفترة الأخيرة استغلالا سيئا للطفولة في السينما، خاصة في أفلام الأخوين "السبكي"، إذ يحاول المنتجان جذب الأسرة عن طريق حشر طفل في الفيلم بهدف مادي، حتى يذهب الصغار في الأسر لمشاهدة الفيلم ويصطحبون أسرهم مرغمين".
وأضافت أن "الأفلام الأخيرة التي قدمت أطفالا كانت شديدة السوء، وعلى رأسها فيلم الطفلة جنى "حصل خير"، الذي يقدم مشاهد مهينة للطفولة، إذ تفوهت الصغيرة بألفاظ تتنافى مع براءتها، كذلك الأمر بالنسبة للطفلة منة عرفة في فيلم "آخر كلام".
وأكدت خير الله أن ظهور الأطفال على الشاشة جزء لا يتجزأ بوجه عام من الإبداع، وتجريم ذلك يعتبر تعديا سافرا على حرية الإبداع، ولكن في الوقت نفسه يجب مراعاة القواعد الاجتماعية، مشيرة إلى أن استخدامهم كوسيلة جذب ودون سياق فني محترم، جريمة حقيقية.