يبدو أن مصطلح "الفلول" لم يقتصر على دولة بعينها في المحيط العربي، إذ بلغ العاصمة الإيرانية طهران، وهو الوصف الذي يُطلق على التابعين للرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، والذي شهدت فترة حكمة كثيرا من التذبذب، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
وظهر المستور على السطح، حين اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني أول من أمس، وخلال لقاء متلفز، من سماهم بـ"المتنفعين"، من حقبة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بل وأكثر من ذلك، حين قال "هم أقلية ضئيلة، تربحوا من العقوبات، ولديهم خشية أن يخسروا ذلك، إذا رفعت القيود، حال التوصل إلى حل في نهاية الأمر للنزاع النووي بين إيران والغرب".
وأضاف روحاني "من خلال الأكاذيب والمبالغة يحاول بعض الناس إخراج الحكومة عن مسارها. هذا يتعارض مع المصلحة الوطنية وتوجيهات الزعيم"، في إشارة إلى المرشد. ومضى يؤكد روحاني "نحن لا نقدم تنازلات بشأن مصالح الشعب".
ويتعرض روحاني ومفاوضوه لضغط قوي من "متشددين" يعارضون المحادثات مع الولايات المتحدة والقوى الخمس الأخرى، التي تسعى إلى تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني، مقابل إنهاء العقوبات على طهران.
ومع تحرك المحادثات نحو اتفاق محتمل بحلول أواخر شهر يوليو المقبل، صعّد من يوصفون بـ"فلول" حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، من حملاتهم، متهمين روحاني بالتضحية بـ"الكبرياء الوطني والهوية الثورية"، من أجل التوصل إلى اتفاق مع الغرب.
وبعد أربع جولات من المحادثات، من المقرر أن تجتمع إيران والقوى الست "مجموعة الخمسة، زائد واحد"، مرة أخرى في نيويورك على مستوى الخبراء، في الفترة من الخامس إلى التاسع من مايو المقبل، لبدء صياغة المسودة النهائية للاتفاق النووي يتعارض مع المصلحة، وبالرغم من ذلك، يُصر روحاني على القول إن "حفنةً تربحت، بينما قضت العقوبات على الشفافية في المجتمع والاقتصاد"، في إشارة إلى ما تعانيه الجمهورية الإسلامية على المستوى الداخلي.