على الرغم من مضي نحو 10 أعوام على نشر قصيدة "ساعات العمر" للأمير خالد الفيصل، والتي تضمنها ديوانه "حروف ولون"، الذي ترجم إلى "الروسية" و"الصينية"، إلا أن مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي أرادوا لهذه القصيدة أن تبعث من جديد، وهم يتناقلون أبياتها، ظناً منهم أنها حديثة رغم نشرها في الصفحة 435 تحديدا. رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور نايف الجهني رأى أن هذه الحالة ترافق الكثير من القصائد التي ترتبط وجدانياً مع القارئ، أو تتواكب مع أحداث وتفاصيل في حياة الشاعر، فيبدأ القارئ إسقاطها على تلك الأحداث، معتقداً بأنها كتبت حديثاً.

وأكد الجهني، الذي عرف شاعراً وله تجربة في كتابة الرواية، أن أي قصيدة بعد نشرها تعد ملكاً للقارئ، يحاول بحسب رؤيته تفسيرها وفهمها كما يريد، إلا أنه لا يملك حق تأكيد تلك الرؤية أو فرضها. وأشار إلى أن الكثير من الشعراء، سواء أثناء حياتهم أو بعد وفاتهم، مثل المتنبي والسياب والقصيبي، استخدمت قصائدهم وربطت بأحداث معينة، رغم أنها كتبت قبل تلك الأحداث. وقال "قد تتحدث القصيدة عن الماضي أو عن المستقبل، ومن ذلك قصيدة أنشودة المطر للسياب التي قرأها البعض قراءة مستقبلية".

من جانبه، رأى الكاتب الزميل عبدالرحمن العكيمي أن استثمار القارئ أو مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لهذه القصيدة وربطها بحدث معين يؤكدان أن القصيدة ما زالت تمارس فاعليتها في وعي المتلقي، وقال "لربما يستثمر القارئ هذا النص أو غيره من النصوص ثم يسقطها على حدث معين، سواء بقصد أو بغير قصد، لكن دعني أرى أن مثل هذا النص حتى وإن كتب قبل عشرة أعوام أو أكثر، فإنه لا يزال حافلا بالرؤى وبالحكمة التي تضمن ديمومة لهذه القصيدة أو القصائد التي تسكنها مفردات الحكمة".

وأضاف العكيمي: "مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها توصل النص للقارئ وتسهم في تجديد وحفظ النصوص الأدبية إلا أنها لا تخلو من بعض السلبيات التي قد تشوه العملية الإبداعية بشكل عام"، مستشهداً بالكثير من القصائد والمقالات التي حرفت أو نشرت بأسماء غير صحيحة.

يذكر أن ديوان الفيصل "حروف ولون" قد لاقى اهتماماً تجاوز الخارطة العربية، حيث كتب عنه الباحث والصحفي الروسي "يوري زينين" – بعد صدور الترجمة الروسية للديوان عام 2010 – قائلاً: إن قصائده تتميز بثراء الصور المجازية، وأضاف "زينت رفوف المكتبات بالعديد من أعمال الفيصل التي ارتقت به إلى ذرى الشعر السعودي، واليوم ترتبط باسمه إلى حد كبير الحياة الثقافية المعاصرة في المملكة وجهود الدولة في دعم شتى أصناف الأدب والفنون".

وتابع زينين "الأمير خالد يستلهم قصائده من فلسفة وحكمة أهل جزيرة العرب ويجسد صرخة الضمير الإنساني"، مشيداً بالترجمة الروسية للديوان، التي أشرف عليها المترجم والدبلوماسي والباحث اللغوي الروسي فلاديمير فولوساتي، الذي ترجم أعمال الغزالي وأشعار المتنبي وخليل جبران وأمين الريحاني.

كما صدرت عام 2009 ترجمة باللغة الصينية للديوان، حيث عدت رئيسة تحرير الفرع الإقليمي في الشرق الأوسط لمجلة الصين اليوم "فريدة وانج فو"، التي تولت الترجمة؛ أن ترجمة الديوان تعد تحدياً جديداً ومهمة صعبة تقوم بها لنقل أحاسيس ومشاعر بلهجة عربية محلية عصية حتى على كثير من أهلها، مؤكدة أنها مهمة تمكنها من سبر أغوار النفس العربية، ورأت أن إنجاز ديوان "حروف ولون" في نسخته الصينية تحول إلى تحفة لغوية وفنية ثرية للصينيين.