نفذت القوات المسلحة السعودية ولا تزال، أكبر تمرين تعبوي في تاريخها، بهدف رفع جاهزية تلك القوات للذود عن حياض الوطن.

التمرين الذي أطلق عليه اسم "سيف عبدالله"، وابتدأ في الـ16 من الشهر الجاري، ويختتم في 29 منه، تم تنفيذه في 3 مناطق، يهدف إلى رفع قدرة الجندي السعودي لمواجهة التحديات المستقبلية، والتعامل مع أحدث الأجهزة المتقدمة من الناحية التقنية لتحقيق المرونة وخفة الحركة والحشد النيراني.

ويعد تمرين سيف عبدالله اختبارا حقيقيا تحت الظروف الطبيعية لاختبار الجاهزية القتالية لرجال القوات المسلحة للوقوف على جميع المهام التي يكلفون بها مستقبلاً.

وقد كان للإسناد الطبي في الميدان من خلال تشكيل سرايا الطبابة التي تم إسنادها بالأدوية وكافة المعدات الطبية، وأيضاً عمليات الإخلاء عن طريق طائرات الإخلاء الطبي.

وقد أظهرت كافة أطقم الإسناد الطبي تدريباً عالياً في عملية إخلاء الجرحى من الميدان، وأثبتت التمارين التي تجري في المنطقة الجنوبية صحة القرارات التي اتخذت وأثبتت أن الخبرات التي اكتسبها رجال القوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة الداخلية لم تذهب هدراً، كما أنها حققت جميع الأهداف التي وضعت لهذه المناورات.

واستطاعت الوحدات المشاركة من رفع قدراتها الدفاعية والهجومية، والمشرفون على هذه المناورات يرون أنها نفذت بنجاح كبير، أمَّا المراقبون فيعتبرونها بالغة الأهمية خصوصاً مع تنامي عدم الاستقرار في كل مكان من المنطقة، وهي تعد تمارين واختبارات مشتركة للقوات المسلحة السعودية لاختبار قدرتها القتالية لتكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليها إذا تطلب الأمر.

من جهته أكد اللواء الركن حاشم الخمعلي، أن فعاليات تمرين سيف عبدالله انطلقت اعتباراً من 16 /6 /1435 هـ، وستختتم في الـ29 من الشهر الجاري، بين أفرع القوات المسلحة ومشاركة وحدات رمزية من وزارة الداخلية وقطاعات حكومية في المنطقة الجنوبية.

وأشار اللواء الركن الخمعلي إلى أن تدريبات سيف عبدالله، تهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات واكتساب المهارات الميدانية، من خلال الدقة في التخطيط والاحترافية في التنفيذ والقدرة على القيادة والسيطرة، على القطاعات المختلفة في مسرح عمليات موحد، وللوقوف على مستوى القوات المسلحة ومدى كفاءة واحترافية الجنود البواسل، للدفاع عن الوطن.

من جهة أخرى قال العقيد الركن علي سعيد آل مليح، إن تمرين سيف عبدالله إضافة لأهمية العسكرية لحماية أمن بلادنا، فقد حمل اسم قائد المسيرة الملك عبدالله، الأمر الذي يجعلنا أكثر حماسة وحرصاً على الاستفادة من مجريات هذه المناورة.

إلى ذلك أوضح العميد الركن أحمد عبدالله صالح الشهري، أن تمرين سيف عبدالله ما هو إلا امتداد للتطوير القائم في القوات المسلحة، التي تأتي متواكبة لتضاهي قوات العالم المسلحة، مبيناً أن الهدف من مناورات سيف عبدالله هو أن تجد القوات المسلحة السعودية مكاناً متقدماً في التطورات التي يشهدها العالم في الجانبين التدريبي والتسليحي.

وأضاف العميد الركن الشهري، "إن هذا التمرين الذي يطبق لأول مرة على هذا المستوى الكبير، قد أضفى من المعنويات العالية على جميع منسوبي القوات المسلحة، خاصة أنه يحظى بدعم القيادة الرشيدة، لاسيما أنه حمل اسم خادم الحرمين الشريفين، وبرعاية كريمة من ولي العهد".

من ناحية أخرى أكد اللواء الركن طيار محمد بن سعيد القحطاني، أن تمرين سيف عبدالله يعد الأقوى والأضخم في ظل التطورات والأحداث الجارية والمحيطة في البلدان المجاورة، مشيراً إلى أن منسوبي القوات المسلحة يفخرون بالذود عن حياض هذا الوطن، بكل ما أوتوا من قوة.

"القوات المسلحة" في المملكة، يعتمد عليها بعد الله لحماية الوطن ومقدرات الشعب السعودي الأبي، وهي قوات مسلحة مدربة تدريباً جيداً للذود عن هذا الوطن، والتدريب المتقن يعتبر من أهم عناصر التفوق القتالي عند نشوب المعركة، ويعد تمرين سيف عبدالله متمماً لجهد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، جهود رويت بعرق الرجال في ميادين شاسعة وبحار واسعة وفضاء رحيب.

ويأتي هذا التمرين متمماً للنهج التدريبي الذي اعتادت عليه القوات المسلحة السعودية، ممثلة في فروعها الأربعة، البرية، الجوية، البحرية، الدفاع الجوي وقطاعاته الأخرى وبمشاركة فاعلة من وزارتي الحرس الوطني والداخلية، ويقام على 3 مسارح في كل من المنطقة الجنوبية، المنطقة الشرقية، والمنطقة الشمالية، وفقاً لخطة الدفاع المرسومة لكل منطقة.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه القيادة الرشيدة مراراً وتكراراً أن القوات المسلحة هي قوات سلم وسلام، وكما هي سياسة بلادنا الواضحة بأننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة من الدول، وفي الوقت نفسه لن نسمح كذلك لكائن من كان أن يتدخل في شؤوننا الداخلية.

وكون المملكة تقع في منطقة تعج بالأحداث الملتهبة وأيضاً لما تحويه أراضيها من خيرات ومقدسات، لذا فإن من الحكمة بناء قوة تحمي هذه الخيرات وتلك المقدسات، وأن تمكن القوات المشاركة في المنطقة الجنوبية من تنفيذ هذا التمرين العملي بالذخيرة الحية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجمات المتسللين المعادية والمفاجئة لتلك المناطق، مما يمكنها من ضبط الهجوم بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية تؤكد مدى الكفاءة التي يتمتع بها رجال القوات المسلحة ومقدرتهم على استخدام المعدات والتجهيزات والأسلحة المتطورة.