تحل اليوم السبت الـ 26 من جمادى الآخرة الذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-، مقاليد الحكم، ففي مثل هذا اليوم من عام 1426 بايع الشعب السعودي قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، على السمع والطاعة والإخلاص والولاء في السراء والضراء، وليقفوا صفاً واحداً مع قيادتهم لبناء وطنهم وحمايته وصون ثراه الطاهر.
ولعل أبرز ما يميز السنوات التسع الماضية الكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن وسابقت الخطط والاستراتيجيات لتقف المملكة العربية السعودية على رأس هرم الدول التي تجاوزت حدودها التنموية حسب إعلان الألفية - للأمم المتحدة عام 2000 - كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
كما أعطى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله العناية بالحرمين الشريفين جل اهتمامه إيمانا منه بأهمية عمارة بيت الله الحرام إذ واكب الزيادة المضطردة في أعداد المسلمين لزيارة البيت وأداء المناسك بتطوير عمارة المسجد الحرام، فقدم إنجازا جديدا لمشروع عملاق تمثل في تطوير المسعى لتصل طاقته الاستيعابية إلى 108 آلاف ساع في الساعة وهو الأمر الذي دعا إلى العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، فبات من الضروري التخطيط لمنظومة تعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف بفكر علمي مدروس ورؤية استراتيجية عالية المستوى، فجاءت الفكرة لتتمحور حول إنشاء رواق سعودي جديد خال من الأعمدة مع تعزيز الطواف بصحن المطاف من خلال إعادة التعامل مع أرض صحن المطاف والرواق المحيط بها إلى جانب ربط جميع الأدوار المخصصة كمساحات للمطاف بنفس مستوياتها من المسعى بما يسمح بالتوازن في حركة الطائفين والمعتمرين بجميع الأدوار.
وشهدت المدينة المنورة أواخر العام الهجري الماضي أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف تمثلت في وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس لتصل طاقته الاستيعابية بموجبها إلى مليوني مصلٍ مع نهاية أعمال المشروع.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين تم تدشين أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، حيث وضع حجر الأساس لأكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف لتصل طاقته الاستيعابية بموجبها إلى 1.8 مليون مصلٍ مع نهاية أعمال المشروع، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي.
ويؤدي المصلون صلاتهم تحت هذه المظلات التي تقيهم حرارة الشمس أثناء الصلاة كما تحجب عنهم الماء إذا نزل المطر فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم وإيابهم إلى المسجد النبوي.
وتمكن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجودٌ أعمق في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قوياً للصوت الإسلامي والعربي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته. واتسمت في السنوات التسع الماضية بالعديد من الإنجازات والمكتسبات شملت كل جزء من أجزاء هذا البلد المعطاء وكل فرد من أفرادها، مراتب عالمية متقدمة حيث توالت الإنجازات تلو الإنجازات في مسيرة التطور والنجاح لمصلحة الوطن ورفاهية مواطنيه ونمائه، تجسدت فيها أسمى ملامح التلاحم، وسادت بين الشعب وقيادته روح المحبة والتفاهم. وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال تسعة الأعوام الماضية الكثير من الإنجازات المهمة، منها: إنشاء عدد من المدن الاقتصادية، كمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنوّرة، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، وكذلك تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى ما يزيد عن ثلاثين جامعة، حيث أمر حفظه الله في الثاني من جمادى الثانية بإنشاء 3 جامعات في كل من بيشة وجدة وحفر الباطن. وإيماناً منه - حفظه الله - بما للمرأة السعودية المسلمة من دورٍ فعّال في إثبات الذات والوصول إلى أعلى المستويات فقد أولاها اهتمامه ورعايته بمشاركتها في الحياة السياسية وبإعطائها الفرصة الكاملة للإسهام في بناء هذا الصرح الشامخ لكي تصبح عضواً في مجلس الشورى وأن ترشح للانتخابات البلدية.