هل تتذكر اسم شخصية ظهرت على خشبة المسرح أو حتى التلفزيون كما تتذكر شخصية مرسي الزناتي، ورفيقه بهجت الأباصيري، والواد منصور ابن المدير؟. هل مازلت تردد جملا أطلقها ممثلون وانغرست في ذاكرة الشعوب كما تردد "المدارس باظت يا جدعان" و"يا متعلمين يا بتوع المدارس" و"يامنز".
إذا كان هناك عمل درامي مكتمل خالد في تاريخ العرب الفني، فسيكون بلا جدال مسرحية "مدرسة المشاغبين". هذه المسرحية التي جاءت كثورة شبابية في عالم المسرح والكوميديا في عام حرب أكتوبر 1973، ما زالت حتى اليوم تعرضها التلفزيونات العربية وكأنها تعرض للمرة الأولى، ويضحك منها الجمهور كأنه يشاهدها لأول مرة.
في هذا العمل حضر الراحل سعيد صالح بكل قوة، فأكل الأخضر واليابس بشخصية "مرسي الزناتي" ابن البلد "المريش"، وطغت نجوميته على بقية الفريق حتى إنك ربما تعتقد أنه أفسح قليلا من المساحة، تكرماً منه، لعادل إمام ويونس شلبي وأحمد ذكي.
استمر سعيد صالح ومعه يونس شلبي في مسرحية "العيال كبرت"، وواصل جنونه في خلق الضحك والاستحواذ على "النكتة" إلا أن عادل إمام قرر أن يخوض التجربة بمفرده، فانطلق انطلاقته الصاروخية بمسرحية "شاهد ما شافش حاجة" التي تضاهي في قوتها وتأثيرها "مدرسة المشاغبين".