كشفت دراسة أجرتها أستاذ الإعلام بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتورة حنان اليوسف أن الفضائيات العربية أظهرت المرأة العاملة ناقصة وسطحية وأنها تستغل أنوثتها في سبيل التقدم.

وقالت اليوسف في حوار أجرته معها "الوطن" إن الدراسة التي أجرتها شملت 16 دولة عربية منها السعودية والبحرين ومصر والإمارات والجزائر واليمن وغيرها، مشيرة إلى أنها الدراسة الإعلامية الأولى من نوعها حيث جاءت تحت عنوان "العوامل المؤثرة في بناء أجندة الفضائيات العربية تجاه قضايا عمل المرأة العربية بالتطبيق على ثلاثية أطراف الإنتاج: الحكومات، وأصحاب الأعمال، ونقابات العمال".

وأظهرت نتائج الدراسة أن وسائل الإعلام تساهم في تكريس صور خاطئة للمرأة العاملة في أطراف الإنتاج الثلاثة، فهناك صور مجتزئة وناقصة وسطحية لمصفوفة قضايا عمل المرأة في الدول العربية، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن كثيرا من الفضائيات ترى أن المرأة العاملة تستغل أنوثتها في تحقيق التقدم بنسبة 76.6%، كما سجلت الدراسة أن المرأة العاملة أنانية وتسعي لإثبات الذات على حساب الأسرة بنسبة 67.3% ثم كونها مغلوبة ومستسلمة للظلم بنسبة 62% وكذلك ظهرت نسبة لفئة كونها "قليلة الإنتاج ولا تستطيع التوفيق بين عملين" بواقع 59.3% وأخيرا فئة ترى أنها فاسدة وناقصة العقل بواقع 30% من إجمالي عينة البحث.

وذكرت أنه فيما يتعلق بالمهن والوظائف الأكثر ظهورا للمرأة العربية العاملة فقد جاءت مهن الأعمال الإدارية والسكرتارية في مقدمة المهن الأكثر ظهورا واستمرارا لصورة نمطية للمرأة العاملة.

وأشارت اليوسف إلى أن الدراسة تناولت علاقات ارتباطية تربط بين مؤشرات الواقع العربي وبين بروز قضايا المرأة العربية العاملة على أجندة اهتمامات التناول التلفزيوني في الإعلام العربي، فكلما ازداد الاهتمام السياسي للدولة بقضايا عمل المرأة حظيت بمرتبة متقدمة في البروز والتناول الإعلامي لقضايا عمل المرأة العربية.

وقالت إنها أوصت في دراستها بضرورة إبراز النماذج الإيجابية للمرأة العاملة وتدريب الإعلاميين في قضايا المرأة العربية العاملة وتبني الخطاب قضية عمل المرأة كقضية للمجتمع العربي كله وليس جزءا منه من خلال القيم الإيجابية التي ترفع من شأن المرأة العاملة فى المجتمع، وقيمة العمل في المجتمع العربي بصفة عامة وتعظم من دورها والقضاء على الممارسات السلبية التي تدني من مكانتها.