مع تسارع العد التنازلي لانطلاقة الموسم الكروي السعودي، وبعد طول انتظار وترقب، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم (رسميا) عن فوز (تحالف) MBC والتلفزيون السعودي لنقل مختلف المسابقات الرياضية مقابل أربعة مليارات ومئة مليون ريال لمدة عشر سنوات في أضخم عقد مالي.
العقد كرقم مميز ويعزز من قيمة الرياضة السعودية وأهمية منافساتها، حيث واكب ذلك ردود فعل متشعبة ومتضاربة، وناقمة وسعيدة، ونحن يهمنا العائد المادي للأندية والجهات ذات العلاقة في تنمية الرياضة، وكذلك مستوى وجودة النقل، وفي مقالي يوم العيد بعنوان (خبر العيد)، تمنيت أن يكون خبرا مفرحا (لا يجيب العيد) في رياضتنا، والحقيقة أن الرقم يجلب السعادة، ولكن ليس من المناسب إعطاء رأي شامل ما لم نعرف كافة التفاصيل في المؤتمر المرتقب الخميس المقبل حسب بيان اتحاد القدم، ومن ثم نتعمق في فروعه.
ولأن (دورينا) صار أكثر سخونة خارج الملعب في السنوات الأخيرة، مع بصيص أمل بالعودة إلى الملعب في بعض المناسبات، فإننا نطمح أن يكون المستوى في الملاعب من كل الأطراف يوازي هذا الصخب الذي توسع بشكل لافت مع إعلان خبر النقل التلفزيوني.
المسؤولية ليست منوطة بجهة معينة، فكل الأطراف ذات العلاقة مطلوب منها أن تراجع عملها وتعاملها ومصداقيتها وحرصها على الصالح العام، والإعلام جزء لا يتجزأ في هذا الجانب، علما بأن (تويتر) جعل من الجميع إعلاميين! وكل ما يكتب أو يُصور في هذه الوسيلة يُرمى على الإعلام، وخصوصا إذا كان المغرد منتميا لوسيلة إعلامية! والكثير من المتابعين لا يفرقون بين مسؤولية صاحب الرأي والجهة التي ينتمي لها الكاتب، والأكثر سوءا أن كثيرين لا يقدرون مسؤولية مهنتهم ويقللون من قيمتهم الإعلامية بكلمات سوقية وتعصبية وقبلية وسخافات ليست لها علاقة (بحرية) النشر والتخاطب مع الغير حتى لو بأسماء مستعارة. أيضا بعض المؤسسات الإعلامية لا تولي اهتماما بمن ينتمون إليها في هذا الجانب.
وفي المقابل نفرح كثيرا بوجود من هم على قدر من المسؤولية في عدة مجالات لاستثمار (تويتر) بما ينفع الأمة والمجتمع والشباب والوطن، وبالتأكيد لن يكون الجميع في طريق واحد ولا مستوى عال، لكننا ننشد من الجهات ذات الاختصاص أن يكون دورها أقوى في تحسين الوضع العام.
وعلى صعيد لجان اتحاد القدم، فإنها كانت حاضرة في كل يوم وساعة وبسخونة أكثر في الصيف مع ترقب التغيير والتجديد، لكن لجنتي المسابقات والاحتراف اللتين نجحتا بشكل لافت العام الماضي طالتهما الانتقادات في الصيف وبقيتا تحت المجهر حتى هذه اللحظة، والأيام القادمة حبلى بالمزيد وبشراسة أقوى خصوصا لجنة الاحتراف التي تعتبر الأكثر شفافية في قضايا تسجيل اللاعبين والديون والشكاوى وما يواكب هذا العمل من خلط بين وقت الشكاوى وفترة التسجيل وتصريحات من هنا وهناك وتحليل لبنود اللائحة التي تعتبر الأفضل بقواعدها التفسيرية وتحديثها والتوعية بها.
أما الحكام فإنهم الأقل حظا في الثناء (إن وجد!)، وحتى بعد تغيير كامل أعضاء اللجنة عدا الرئيس (عمر المهنا) ومع دعمها إداريا نحو تنظيم أفضل، استمر الهجوم بحدة أكثر مع إطلالة العيد، وتراكمت الضغوط عليها بأن تكون في مستوى المسؤولية بالعمل والبرامج والمراقبة والتقييم الموضوعي إداريا وفنيا وقانونيا.
والمسؤولية أكبر على مجلس إدارة اتحاد القدم بعد أن أمضى عاما مشحونا وعصيبا، واضطر إلى التغيير وحل وإعادة تشكيل بعض اللجان، مؤملين أن تكون هذه الإصلاحات في إطارها الحقيقي بما يدعم بعض النجاحات في أول سنة، إلى سنة أخرى أفضل وأجمل وأقوى تنظيميا وفنيا وماليا، وأن يستفيد الجميع من أية سلبيات لتعزيز الإيجابيات.