توقع وزير الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية أسعد مصطفى، أن تبادر الولايات المتحدة إلى معاقبة النظام السوري عن إعادة استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى في مدينتي حرستا بريف دمشق وكفر زيتا بريف حماة؛ مشيرا إلى إمكانية توجيه ضربة عسكرية للنظام الدموي، وقال في تصريحات إلى "الوطن" أمس، "جريمة استخدام الكيماوي ضد المدنيين لن تمر هذه المرة من دون عقاب، وإذا كان النظام قد نجا من فعلته التي أثارت غضب العالم أجمع في المرة السابقة، فإن أبواب النجاة تبدو مغلقة أمامه هذه المرة لأسباب عدة، في مقدمتها أن الولايات المتحدة كانت حريصة في السابق على تدمير الترسانة الكيماوية السورية أكثر من معاقبة الأسد؛ لأنها كانت تمثل خطرا داهما على كل دول المنطقة، لذلك اضطرت إلى توقيع اتفاق مع روسيا يقضي بتسليم الأسلحة الكيماوية السورية كافة، مقابل تجنيب دمشق ضربة عسكرية، وهو ما تحقق فعليا، إذ أقرت رئيسة البعثة الدولية المكلفة بتدمير الترسانة السورية "سيغريد كاغ" بأنه تم الانتهاء من تدمير أكثر من 86% من الأسلحة. والسبب الآخر الذي يرفع احتمال توجيه ضربة عسكرية للنظام، هو الاشتباك الواقع حاليا بين واشنطن وموسكو حول القضية الأوكرانية، وسوف يكون متوقعا أن تبادر الأولى إلى توجيه رسالة حازمة للثانية عبر ضرب أقرب حلفائها".
ومضى مصطفى قائلا "لو كان المجتمع الدولي وقف منذ البداية موقفا قويا في وجه نظام الأسد، لما تمادى في جرائمه، ولما فكر في إعادة استخدام تلك الأسلحة التي تحرمها القوانين الدولية، وترفضها جميع الأديان والفطرة البشرية السليمة؛ لأنها أسلحة فتاكة لا تفرق بين صغير وكبير، أو بريء ومتهم، ولا حتى بين إنسان وحيوان. إلا أن المجتمع الدولي أغلق عينيه عن تلك الجريمة النكراء، لذلك ظن – لقلة الأفق السياسي لدى مسؤوليه – أن بإمكانه تكرارها مرات أخرى دون أن يجد من يقف في وجهه".
وعن صحة ما ذكرته مجلة تايم الأميركية عن موافقة مسؤولين أميركيين على تزويد الجيش الحر بمضادات الطائرات، قال مصطفى إنه لا يوجد ما يؤكد ذلك الحديث على المستوى الرسمي، واستدرك بالقول إن هناك مؤشرات على موافقة الكونجرس الأميركي سرا على تزويد المعارضة بتلك الأسلحة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن ولم يتم إبلاغ المعارضة به بصورة رسمية.
وكانت واشنطن قد أبدت قلقا متزايدا من التقارير التي تؤكد استخدام نظام دمشق للكيماوي مرة أخرى، إذ قالت وزارة خارجيتها إنه إذا ثبت أن الحكومة السورية تقف وراء استخدام غاز الكلور بغرض القتل أو الإيذاء، فإن هذا سيمثل انتهاكا لمعاهدة الأسلحة الكيماوية التي انضمت إليها في إطار اتفاق جنيف الذي أبرم في سبتمبر من العام الماضي للتخلي عن أسلحتها الكيماوية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين بساكي "استخدام أي مادة كيماوية سامة بغرض التسبب في الموت أو الإيذاء هو انتهاك واضح للمعاهدة". وأشار ناشطون إلى أن إحدى العبوات انفجرت جزئيا وكان مكتوبا على جانبها "سي. إل2" وهو الرمز الكيميائي لغاز الكلور. وشوهدت أيضا كلمة "نورينكو" وهي أكبر شركة سلاح صينية. إلا أن الشركة امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح حول الأمر.
كما تحدثت جماعات معارضة مؤخرا عن هجوم آخر بنفس السلاح في بلدة تلمنس التي تقع على بعد 30 كلم شمال غرب كفر زيتا. ونشرت جماعات معارضة تسجيلات مصورة على الإنترنت لرجال ونساء وأطفال وهم يعالجون في مستشفى ميداني. وبدا أن كثيرين يعانون من مشاكل في التنفس ويساعدهم مسعفون. واهتز جسد طفل يبدو أن سنه أقل من 10 سنوات بينما أخذ مسعفون يضعون سائلا في عينيه وفمه.