خلال أقل من 15 عاما تحولت مدينة العقبة، في الأردن، إلى وجهة سياحية عالمية.. تضاعفت فيها الاستثمارات السياحية بشكل عجيب. وعلى سبيل المثال كان عدد الفنادق المصنفة عام 2000 نحو 33 فندقا، بينما وصلت إلى 63 حاليا.
العقبة التي تبتعد 28 كلم عن محافظة حقل التابعة لمنطقة تبوك؛ لا تمتلك المقومات الطبيعية التي تتمتع بها جارتها حقل، ولكنها تمتلك الإرادة التي حولتها إلى وجهة سياحية، استقطبت أكثر من 266 ألف سائح خلال عام 2014، ووفرت آلاف الوظائف في القطاع السياحي.
تشير إحصاءات السياحية الأردنية لهذا العام، إلى أن 81 ألف زائر للعقبة قدموا عبر منفذ الدرة الذي يربطها بمحافظة حقل! وهذا الأمر يبدو طبيعيا لمن يجهل ما تتمتع به محافظة حقل من مزايا ومقومات طبيعية تفتقر إليها جارتها العقبة.
مدينة حقل الصغيرة والمهمشة سياحيا تمتلك مجموعة من أجمل وأنظف شواطئ العالم، بأحياء بحرية متنوعة ومدهشة، إضافة إلى اعتدال طقسها، الذي تنعدم فيه الرطوبة خلال الصيف، إلا أنها تفتقد إلى الكثير من الاهتمام الذي تستحقه.
المؤلم أن البعض لم يسمع عن هذه المدينة إلا من خلال نشرات الأخبار التي تتحدث عن هطول الثلج الموسمي بالقرب منها، أو حين يحصد الطريق إليها، بمسارة الصغير، أرواح العابرين.
تجربة النهضة السياحية في مدينة العقبة الأردنية يجب أن تستنسخها هيئة السياحة إذا كانت تبحث عن النجاح، بدلا من ضياع جهدها في تسويق مهرجانات تقام لأيام معدودة، وتتضمن برامج مكرورة ومملة.
أنا على ثقة بأن هذه المدينة الصغيرة ستكون أفضل وجهة سياحية في الشرق الأوسط، إن حظيت بقليل من الدعم، وتفعيل دور الرقابة على نظافة وأسعار الشاليهات المنتشرة حاليا على شواطئها، وتشجيع الاستثمار السياحي فيها.. وقبل كل ذلك إنشاء مطار لخدمة الحركة السياحية فيها.