أولا يجب أن نبتعد عن تقييم الأشخاص ونواياهم، بل التركيز فيما يقدمونه من مضمون حتى ننعم بالإنصاف وقليل من الحياد وتكمن الموضوعية إلى حد ما وتعم الفائدة.
خلال عشرة أعوام استطاع برنامج "خواطر" لأحمد الشقيري أن يقدم أنموذجا مختلفا للبرامج التلفزيونية؛ حيث مزج بين العمل الميداني والربط داخل الأستوديو بطريقة يبدو أنها مزعجة في الإعداد ومكلفة في الإنتاج.
أما المضمون فقد لامس كافة الجوانب الحياتية ومساعي تطويرها وذلك بعرض التجربة من مختلف البلدان الأجنبية والعربية بهدف الوصول إلى طريقة تناسب مجتمعنا وترتقي به، كما قدم النماذج المشرقة لدينا وأكد على استنساخها لمختلف المدن.
"خواطر" سار على وتيرة واحدة وواضحة من حيث الخط الإنتاجي والرؤية وطريقة التناول والعرض ولم يكن متخبطا من أجل الكسب المادي فقط، وهي آلية سهلت ودعمت التجديد في كل عام بعيدا عن الملل أو حتى التكرار.
"خواطر" كان النواة للأعمال الشبابية التلفزيونية الحديثة التي استلهمت روحه وأعجبت بفكره وأبدعت بطاقته فكان التنوع البرامجي على شاشة الفضائيات أو من خلال موقع "يوتيوب".
عشرة أعوام كأنها الأمس، والأمس لم يكن بنسخة يومنا هذا، أما الأمل والجمال والتفاؤل ففي الغد يا من لا يرون في "خواطر" بوادر أو نجاح تجارب.