بين يوم وآخر يصحو الوطن على بشرى مغلفة بالقلق، يصحو الوطن على أخبار القبض على أرقام فلكية من السموم كانت في طريقها إلى أسرة وادعة لتشتت شملها أو تقض مضجعها الهادئ أو لتحرق قلب أب أو أم ..أو لتشرد أطفالا بين أزقة الضياع!
لكم أن تتخيلوا لو أن تلك الـ 22 مليون حبة مخدرة - التي أعلنت عنها وزارة الداخلية قبل أيام - نفذت إلى أيدي شباب بلدنا!
أعتقد أنني لست بحاجة أن أوجه مقالي لأبين خطورة المخدرات على الفرد والمجتمع، لأن الكثير يحفظ الكثير من الأدلة عن شدة تحريمها في الدين، وعن خطرها المجتمعي العظيم، ولكني سأوجه حديثي نحو أهمية إدراك الشباب بأنهم مستهدفون من مثل هذه الحملات الترويجية، وربما أقول إن الكثير منها تدخل بقصد تدمير العقول وليس التكسب المحرم من ورائها، مستهدفون بالاسم لأنهم من أبناء هذا البلد بالدرجة الأولى! ومن المهم لأعداء هذا البلد أن يتغير فكر شبابه للأسوأ بدءا من المعتقد وانتهاء إلى ما لانهاية!
مستهدفون من أجل أن تتعطل كل مفاصل الحركة في آلة التنمية الشاملة، مستهدفون من أجل تعطيل المستقبل، والهدف بلد أجوف كسيح من عقول شبابه.. يسهل الانقضاض عليه!
ما يجب أن ندركه أننا أمام حرب حقيقية، لا تطلق فيها الرصاصة ولا يسمع لها دوي المدافع، حرب أقل ما يمكن أن توصف به بأنها حرب قذرة! يجب أن نتصدى لها جميعاً.
ولعل أبرز المشكلات في التعاطي مع هذه الآفة هي "الحلول الفردية"!! ، فقد أصبحت هذه الظاهرة كالجمرة تمررها الأيدي بسرعة وكل يدعي أنها مسؤولية الآخر بينما هي في الحقيقة مسؤولية الجميع، ولا ينفذ مريدو الشر إلى تسميم عقول أبنائنا إلا من خلال هذا التشرذم في التعاطي مع هذا الوباء!
إن ضريبة عدم التعاون في مواجهة هذا الطوفان وتكوين سد منيع أمامه خسارة تعود عليك – أخي المواطن- من حيث لا تشعر حتى وإن كنت في عافية من هذا الداء!
إن كل خبر نتلقاه من وزارة الداخلية عن مثل هذه الحملات تبهجنا فيه بسالة الرجال بالقدر الذي يربكنا به الخوف على مستقبل أبنائنا، فالحرب لم تنته بعد!