اطلعنا على الخبر المنشور بصحيفتكم الموقرة يوم السبت 22 ربيع الآخر 1435، الموافق 22 فبراير 2014، تحت عنوان (نجران.. اكتشاف مقابر "المعارك" والآثار تدرس أهميتها)، الذي أشار فيه المحرر إلى أن مواطنين من قرية "هدادة" إحدى قرى منطقة نجران اكتشفوا "مقبرة أثرية تتكون من 102 قبر متفرقة وأن هذه المقابر تتكون من بعض الحجارة المرصوفة بشكل مرتب".
ونحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار إذ نشكر لكم اهتمامكم بالموضوعات المرتبطة بالآثار والتراث الوطني، نود أن نوضح لقرائكم الكرام أن فرع الهيئة بمنطقة نجران شكل لجنة من المختصين لزيارة قرية "هدادة"، وإعداد تقرير مفصل بالصور لدراسة الموقع وتحليل أهمية تلك المقابر الأثرية، وقرية "هدادة" تقع في الجزء الشمالي الغربي من منطقة نجران وتبعد حوالي 90 كم عن مقر الإمارة، ويحدها من الشرق مركز الحرشف، ومن الشمال مركز الخانق، ومن الغرب الحدود الإدارية مع منطقة عسير (محافظة ظهران الجنوب)، ومن الجنوب مركز عاكفة، وتعتبر هذه القرية من المراكز ذات الطابع المهم من حيث الموقع، وقد بدأت اللجنة طريقها إلى "هدادة" مروراً بمركز بئر عسكر، وبعد أن وصلت إلى مسافة 13 كم من الموقع، ونحو 5 كم من مركز هدادة ترجل أعضاء اللجنة عبر جبال وعرة حتى وصلوا إلى الموقع المذكور بعد مسافة 1100 متر، وبالفعل تم رصد أكثر من 100 نقطة تشبه القبر فوقها كميات كبيرة من الصخور كما هو مبين في الصور المرفقة، وأشار تقرير اللجنة إلى أن الموقع من المشاهدات الأولية يتضح أنه يعود إلى العصور القديمة، كما أوضح أن حجم القبور يختلف من قبر إلى آخر، حيث توجد قبور كبيرة يصل طولها إلى مترين فأكثر، وأن بعضها يصل ارتفاعه إلى 75 سم، وبعضها مجوف من الداخل.
وقد حرصت اللجنة على تغيير مسارها أثناء طريق العودة عن مسار الوصول للتعرف على محيط الموقع، فقطعت نحو 700 متر حتى وصلت لبعض منازل المواطنين الذين أشاروا إلى أن هذه القبور تعود إلى عصور قديمة، وأن هناك مواقع أخرى بالقرب منها توجد بها قبور بنفس المواصفات، ولكنها تقع في مجرى للسيل مغطى بأشجار السدر، وأن تلك القبور تتناثر على مساحة كبيرة بين الوادي وسلسلة الجبال المحيطة به. ولكن حتى الآن لا توجد أدلة علمية على أن الموقع المشار إليه "مقابر أثرية"، وبالتالي فإن الهيئة العامة للسياحة والآثار بناءً على النتائج التي أسفرت عنها الزيارة الميدانية تدرس الموقع وفق المعايير العلمية المتبعة في أعمال الكشوفات الأثرية، وعندما تتوصل الهيئة إلى حقائق علمية موثقة ستكون أول من يعلن عنها، وستكون سعيدة بذلك، كونها تعلن عن إضافة مكتسبات جديدة إلى رصيدنا التاريخي وتراثنا الوطني.
وختاماً.. نكرر شكرنا لكم على الاهتمام بهذه الموضوعات المهمة.
ماجد علي الشدي
مدير عام الإعلام والعلاقات العامة