أطرف ما قد تسمع عنه في عالم الاتصالات، هو أن شركة اتصالات جديدة على السوق المحلي بدأت جملة إعلاناتها هذه الأيام بالعبارة التالية: "نأسف لتأخرنا عليكم"!. وهو الأمر الذي علق عليه أحد المتابعين بقوله: "لا جديد، التأخر قدرنا مع كل شركات الاتصال حتى تلك التي لم تبدأ بعد"!.
هذا الإعلان الفريد يدعو حقا للتفكر في التنافس الإعلاني، الذي صار هاجسا أولا لشركات الاتصالات لدينا، بغض النظر عن الخدمة المقدمة للعميل الذي لا يستطيع أن ينظر يمينا ولا يسارا إلا ويجد إعلانا أو أكثر لتلك الشركات، فيقف حائرا ومشدوها من حجم هذه الإعلانات وشكلها وألوانها وجودة الفكرة وطرافتها وانتشارها الرهيب، حتى أصبحت في كل الطرق وفي كل الزوايا ومن تحت كل الأبواب وعلى قمصان اللاعبين وعلى كل شاشات التلفزة وإذاعات الأثير، ثم ماذا؟ سيجيبك أصغر مشترك في أي من تلك الشركات أن الخدمة المقدمة لا توازي حجم الإعلانات إطلاقا!، ورغم أن تلك الشركات تستميت في إعلاناتها لخطب ودّ العميل، ونقل خط هاتفه إليها، إلا أن أيا منها لم تستطع أن ترضي العميل الذي يلزمه حتى الآن الانتظار لمدة 30 دقيقة على سماعة هاتفه حتى يتفضل أحد الموظفين بالرد عليه، ثم يخبره بأعصاب باردة أن "النظام عطلان"، وأنه يجب عليه الاتصال لاحقا، فلربما فتح الله على ذلك النظام!، فيجيبه العميل بأن "اللهم آمين- وحسبنا الله ونعم الوكيل"!.
يجب أن يعلم مسؤولو شركات الاتصالات لدينا، أن العملاء ليسوا أغبياء بدرجة كافية ليمرروا عليهم مثل هذه الإعلانات، ما لم يجدوا مصداقية تقف بالتوازي مع حجمها الهائل، وسيظل العميل ينتقل برقمه من شركة إلى أخرى، حتى يجد الشركة التي تقدم له خدمات تتلاءم مع ما يدفعه لها من مال!.
إلا أن خيبة الأمل تأتي في رسالة أحد العملاء، الذين طافوا بأرقامهم على كل تلك الشركات، ثم أرسل رسالة يقول فيها: "ليت شركات الاتصالات لدينا تعتني بعميلها كما تعتني بإعلاناتها"، ويضيف "ما يغيظني فعلا هو أنني من سكان مدينة كبرى، ومع ذلك مازلت أتنقل من مكان إلى آخر؛ للبحث عن تغطية للجوال فيما تتغنى الشركة في إعلاناتها بأنهم غطوها بالكامل"!.
لدينا ثلاث شركات للاتصال، نعرفها جيدا ونحفظ أسماءها عن ظهر قلب!، إلا أنهم لا يكفون عن الإعلان في كل الوسائل الإعلامية على طريقة "نحن هنا"، ونصيحتي المجانية لها هي توفير ملايين الريالات من حجم إعلاناتها وتقديمها في تطوير خدماتها فذلك هو الدعاية الأقوى لها!.