فسر رئيسٌ لمركز للأبحاث الخليجية، الرسائل التي بعثت بها موسكو إلى الرياض، في مقابلةٍ أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس، في إحدى المحطات الروسية، أكد من خلالها، أن الاختلاف في وجهات النظر مع الرياض في ملفات محدودة لن تؤثر على علاقة البلدين، اللتين تتطابق رؤاهم السياسية في العديد من قضايا المنطقة، بأنها بمثابة تنسيقٍ ومفاهمةٍ سعوديةٍ - روسية، في ظل غياب وضوح الموقف الأميركي.

وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر، إن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يؤكد على أهمية التنسيق والمفاهمة السعودية الروسية، فيما يتعلق بالملف السوري، في ظل عدم وضوح الموقف الأميركي.

وتوقع ابن صقر في هذا الصدد أن المفاهمة ستكون أفضل، لو بُنيت على أساس مقررات مؤتمر جنيف 2.

وأضاف الدكتور ابن صقر "يبدو أن روسيا لم تعد متمسكة ببقاء بشار الأسد في السلطة، وأن نهايته أوشكت، مما سيترك مجالاً لحوارٍ سياسي مهم في المرحلة المقبلة.. موسكو والرياض لديهما قضايا التقاء تكمن في الملف المصري من خلال وصول المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري السابق والمرشح لرئاسة مصر، وتسليح الجيش المصري، في الوقت الذي توقفت فيه الولايات المتحدة الأميركية عن دعمها لمصر، وهذا ما يعبر عن عدم الوضوح في موقفها في الوقت الراهن".

وقال ابن صقر "العلاقة الروسية الخليجية والسعودية تحديداً اختزلت في نقاط مهمة، لكن لم تغط كل الملفات المطلوبة، بمعنى أن الروس ينظرون للمملكة كمصدر مهم للطاقة وهناك ضرورة للتنسيق في قضايا الطاقة. أيضاً شراء المملكة لأسلحة روسية لتعزيز المنظومة الدفاعية السعودية خصوصا، والخليجية بالعموم مهم جداً لروسيا.. بالنسبة للمملكة ترى أن اندفاع الروس لتسليح إيران ودعم البرنامج النووي الإيراني لا يسهم في استقرار المنطقة.. لا بد أن توقف روسيا هذا الدعم، وتحترم قرارات دولية خاصة بالبرنامج النووي الإيراني".

وأضاف ابن صقر أن هناك نقاطا كثيرة يمكن المفاهمة عليها في ظل عدم وضوح السياسة الأميركية في المنطقة، مشيراً إلى أن روسيا تريد أن تؤكد أن دورها قائم، تحسباً لعدم تهميشها في قضايا المنطقة.

من جانبه، أكد عضو مجلس الشورى السابق الدكتور خليل بن عبدالله الخليل، أن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن حكمة وذكاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحمل في طياته الكثير من المعاني.

وقال الخليل "لعل من أبرزها الاحترام العميق للقيادة السعودية من رجل عرف بدهائه وصراحته وقوة شخصيته، كما يعبر ذلك التصريح عن الثقة بتوجهات الملك عبدالله في السياسة الخارجية والاستعداد للتفاهم والتعاون مع المملكة، باعتبارها دولة محورية في السياسة الخليجية والإقليمية والدولية".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في مقابلةٍ تلفزيونية "إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يتمتع بكثير من الحكمة والذكاء، والاتزان، وإن موسكو تحافظ على علاقاتٍ جيدة مع المملكة، رغم الاختلاف في الموقف من الأزمة في سورية".