فيما أخفق مجلس الأمن مرة أخرى في التوصل إلى صيغة قرار يلزم النظام السوري برفع الحصار المفروض على مدينة حمص والذي تتأهب قواته لاقتحامها، بسبب استمرار روسيا في عرقلة أي قرار يرمي إلى وقف المعاناة الإنسانية للشعب السوري، وقعت اشتباكات عنيفة أمس على عدة محاور بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بأحياء حمص المحاصرة، حيث شرع الثوار في إقامة سواتر ترابية لوقف قوات النظام من اجتياح المدينة، مع أنها لم تتوقف ساعة واحدة عن قصفها بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة.

وكثفت قوات الأسد من قصفها لأحياء المدينة براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة والدبابات، وتركز القصف بشكل رئيس على حي الوعر وعدة أحياء أخرى، إضافة إلى بلدتي تلبيسة والرستن. كما اشتبك الثوار مع جنود الجيش النظامي في عدة محاور بالمدينة القديمة، مما أدى إلى مقتل 6 عناصر نظامية على جبهة وادي السايح.

وكان أعضاء في مجلس الأمن الدولي قد أعربوا عن "قلقهم العميق" حيال مصير المدنيين العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من المدينة، بحسب ما أعلنت عنه الرئيسة الدورية للمجلس سفيرة نيجيريا جوي أوجوو.

وقالت إن الدول الـ15 "طالبت بتطبيق القرار 2139 فوراً" وهو القرار الصادر في 22 فبراير الماضي حول تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية، ودعمت دعوة الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي لاستئناف المحادثات حول رفع الحصار عن حمص. إلا أن المجلس أخفق كالعادة في الاتفاق على مشروع القرار. وقال السفير الفرنسي في المجلس جيرار أرو إن روسيا عطلت مرة جديدة مشروع القرار الذي دعا النظام إلى رفع الحصار عن حمص. وأعرب عن استغرابه من هذا الموقف الروسي، مذكراً بأن موسكو سبق أن وافقت على القرار 2139 الذي يطالب برفع الحصار عن عدد من المدن السورية ومن بينها حمص.

أما السفيرة الأميركية "سامنتا باور" فقد طلبت في بيان من "كل الدول التي لها نفوذ على دمشق أن تمارس ضغطاً على النظام" كي يستأنف المحادثات حول رفع الحصار عن حمص. وقالت "من الضروري جداً أن يتمكن الذين يريدون مغادرة حمص من مغادرتها سريعا وبأمان".

في سياق ميداني، أدى هجوم شنته قوات المعارضة على ثكنة هنانو بمدينة حلب، والتي تعد إحدى أهم الثكنات العسكرية في سورية إلى مصرع 27 في صفوف قوات الأسد والقوات المتحالفة معها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم بدأ إثر تفجير المقاتلين أنفاقاً أسفل مواقع للقوات النظامية في محيط الثكنة، قبل اندلاع اشتباكات عنيفة. وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن الثكنة هي الكبرى للقوات النظامية في سورية، وتعد ذات أهمية استراتيجية لكونها تقع على مرتفع يشرف على الأحياء الشمالية لحلب. كما أن موقعها يتيح لها الإشراف على طريق إمداد أساسي لمقاتلي المعارضة من ريف حلب الشمالي، وأن سيطرة المقاتلين عليها تتيح لهم تأمين مناطق وأحياء يسيطرون عليها في شرق المدينة.

وفي منطقة حرستا بريف دمشق، لقي 20 من جنود النظام مصرعهم إثر تفجير الجيش الحر أحد المباني التابعة لإدارة المركبات العامة في حرستا. ورد الجيش النظامي على ذلك الهجوم بقصف منطقة المجمع الصناعي بحي القدم جنوب دمشق الواقعة تحت سيطرة المعارضة إلى قصف شديد بالمدفعية الثقيلة، حسبما قالت شبكة سورية مباشر.

وفي إدلب، قالت شبكة سورية مباشر إن الجيش الحر دمر دبابتين لقوات النظام وقتل عددا من جنوده على أحد الحواجز.