مسلسلاتنا الفكاهية لا تُضحكنا: تضحك علينا، ومسلسلاتنا التراجيدية تُبكينا عليها لا منها، وبرامج التسلية تتسلى بنا لا معنا، وبرامج المسابقات تتسابق في تعريفنا بعدد أولاد مقدمي برامجها، وأنديتهم المفضلة، والألوان المفضلة لديكورات منازلهم!، وبرامجنا الحوارية مشغولة بالأصل والفصل والجنسية والأمور المنسية، ونشرات الأخبار مقيدة بكلمات حاسمة، وتراهن على حرية التعبير، لم يسبق لنا التنبه لمدلولات الكلمة قبل صراع الجزيرة والعربية على عدّ القتلى

والشهداء والمشردين واللاجئين، والبرامج الدينية لا تقول إلا مكرورا معادا، لدرجة يمكنك معها متابعة برامج العام قبل الماضي مثلا دون الإحساس بفوارق من أي نوع، وفي أحد هذه البرامج تحول البرنامج إلى مسلسل وتمثيل وأدوار وبطولة، بينما في المقابل رفض برنامج مسابقات منوع الموسيقى والأغاني في العشر الأواخر بحجة الورع!، ومازالت تنويعات الكاميرا الخفية على إصرارها بألا تفهم أننا نفهم،

وفي أحد هذه البرامج بدأ المغني يقدم زملاء مهنته كمناضلين قادرين على هزيمة العدو الإسرائيلي بكلمات حماسية خائبة التمثيل، والعدو يقصف غزة، وأهلنا في غزة مثلهم مثلنا لا يفهمون لماذا يحدث كل هذا الفعل الصهيوني، ولماذا لا يحدث أي فعل عربي حقيقي أو غير حقيقي، كاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، إن لم يكن لرفع الظلم فعلى الأقل لرفع العتب، حتى كأس العالم فاجأتنا بهزيمة غير مفهومة للبرازيل، فإن كانت هذه الكتابة "ملعبكة"، فلأن الوضع كله "خلطبيطة"، وعيدكم مبارك!.