وبما أن قنواتنا التلفزيونية هي قنوات حكومية تملكها الدولة، وبما أنها تستهلك من الأموال العامة قُرابة المليارين إلا (حتتين) والحِتة في لغة الهوامير تُعادل 100 مليون (ريال يُكبل ريال)، بعد كل هذا أقول وأجري على الله: متى نرى قائدا حقيقيا يُنقذ ما تبقى من رونق تلفزيوننا العزيز؟ وأقول بُحرقة وبصدق إنني والله أجزم وأؤكد أن قناتنا الأولى بالتحديد كانت أجمل بمراحل من هذه المرحلة، فالجمال الحقيقي يكمن في مستوى ومحتوى الطرح لا في (شوية) شعارات تتغير وتتبدل بصفقة تعادل قيمتها 49 مليونا ونُص (نُص حِتة إلا نُص مليون)! فمن منا ينسى طلة الشيخ الطنطاوي في رمضان بعد المغرب؟ ومن منا ينسى فوازير رمضان البسيطة تكلفةً، العميقة أثراً، وكم منا يذكر بدايات طاش ما طاش قبل أن تطير بها قنوات البث الفضائي؟ أيعقل أن يكون هناك تناسب عكسي بين دخول المليار وخروج الإبداع؟ أيعقل أن تُدار القنوات إلى الخلف بدلا من المنافسة في المقدمة؟ كيف لنا أن نثق في رؤساء أجهزة هم أنفسهم قد أكل عليهم الزمان وشرب!
يقول (المسؤول) في حواره التلفزيوني إن المال عائق حقيقي أمام (قنواته)! يحدث هذا في ظل تأخر مستحقات بعض المتعاونين لشهور عدة، وردد أكثر من مرة بأن الاعتمادات المالية تعيق عمله، ومع ذلك استطاع أن يدفع الـ49 مليوناً الشهيرة لتغيير شعارات! أيُّ تناقض هذا؟ أليس من الأولى أن تدفع كامل مستحقات المتعاونين؟ ألم يسمع كبار المتنفذين في هذا الجهاز أن هناك ما يسمى بإدارة الأولويات!
خاتمة: لهم أقول: امنعوا واحظروا كل من ينتقدكم ويبين لكم عيوبكم!