مجتمعنا مؤدلج سابقا ليس عن تراكمات ثقافية، بل تكرار ثقافة منسوخة! وبشكل منظم وبترتيب أفكار لدى الكل وكأننا فصول كتاب تقرأ الفصل الأول ثم الثاني إلى الأخير، أهلكتنا ثقافة النقل دون تحكيم العقل، هل هذا النقل صالح لهذا الزمان أم لا؟ ما لم يكن القرآن والسنة، البعض غلوا في أقاويل علماء وجعلوها في مراتب الأحاديث النبوية لا يجوز المساس بها، لست خير من يتحدث فيها ولكنني أملك عقلا يجعلني أفرق بين الصالح وبين الآخر ويجعلني أتساءل أين مفكرونا وأين فقه الشارع؟

قد فرق الله بين الإنسان والحيوان بنعمة العقل، وهبنا عقولا نصنع بها القرار، فمظاهر الاستعباد المادي قد انمحت ولكن الوصاية الفكرية لا تزال واسعة النطاق، فتُفرض علينا من كل جهة منذ صغرنا بأفكار ورؤى متماثلة وقتل الإبداع فينا واكتشاف الجديد بالتلقين اللا مفيد، لدينا الحق والقدرة والعقل الذي به نعيش، وخيرنا من عرف نفسه وأعطاها حقها من غير تجاوز.

البعض حولنا لا يريدون من الحياة سوى الهدوء والعبادة، نختلف في الهدوء ونتفق في العبادة، حياة دون تجارب لن تصنع منا منجزين ولن تتحرك عقولنا! فربما حركة حرف واحد أتت بآلاف المعاني فكيف بفكرة! ثقافة مثل تلك لا تجدي نفعاً بل تقيد العقول وسينسون، وإننا في هذه الحياة نريد رضا الله وتخليد ذكرى حسنة "ورغم" كل ما سبق نحتاج لقليل من الوصاية في بداية حياتنا، صغارا لا نعي الدنيا، ثم نُعطى الحرية بعد أن نبلغ لتقذفنا إلى "فجوة" الإبداع والتفكير، حيث نبحر هناك في سماء لا حدود لها، لنعود منها مبدعين، كي لا نكون نسخا مكررة في كل جيل!