يتعايش المجتمع الرياضي السعودي مع أحداث كروية ممتعة هذا الأسبوع ففي الأربعاء الماضي عاشت القارة الآسيوية بأكملها المتعة مع لقاءات كروية قوية على رأسها لقاء الهلال والغرافة القطري, وأمس تابع الجميع لقاء الاتحاد والأهلي واليوم تنتظر الكرة السعودية متعة أخرى بمواجهة التعاون والرائد بعدما أحسنت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم توزيع جدولة مباريات ذات التنافس التقليدي, وذلك بعدم تعارضها مع بعضها البعض.
ولعل اللافت في لقاء اليوم بين قطبي بريدة، الجدلية الكبيرة التي لن تنتهي في إحصائية عدد مواجهات الفريقين, والسؤال هنا ليس على طبيعة الجدلية التي ظهرت كنتيجة طبيعية قد تقع لأخطاء بشرية ممكن حدوثها, أو أن تلك الأرقام التي تذهب جملة لصحتها لا تعجب كل طرف وعلى وجه الخصوص نادي التعاون الذي سجل منسوبوه موجات احتجاجات علنية واعتراضات صاخبة على تلك الإحصائية التي أصدرها المركز الإعلامي بنادي الرائد والتي تظهر العلامة الفارقة في عدد انتصاراته وفي كمية أهدافه التي استقبلتها الشباك التعاونية في أكثر من ثلاثة عقود زمانية.
وسؤالنا هنا ليس في قياس صحة ودقة تلك الإحصائية (الحمراء) أو التحقيق في صحة الادعاءات (الصفراء), لكن السؤال (المتكرر) والموجه لمسؤولي الرياضة السعودية في تداخل المصالح مع الواجبات والمسؤوليات المناطة بأعضاء كراسي الاتحاد السعودي لكرة القدم الذين يتبؤون الإمكان الإدارية في أنديتهم إلى جانب مهامهم في الاتحاد السعودي.. أليس جدير بالقائمين على الكرة السعودية بأن يسنوا قانونا يمنع الجمع بين عضوية اتحاد القدم وبين تولي مهام العمل الرسمية بالنادي؟ ففي الأيام الماضية ظهر رئيس التعاون محمد السراح (عضو اتحاد القدم), وهو ينتقد صراحة إحصائية لقاءات ناديه بالرائد, وظهر على أكثر من سطح إعلامي يكذب ويشكك في مصداقية تلك الإحصائية.. كنا ننتظر أن يدعو السراح إلى بحث آلية لتدقيق تلك الإحصائية وإلى تمحيصها حفاظا على جزء من تاريخ الكرة السعودية من منطلق واجباته كعضو في اتحاد قدم, لا أن يظهر على السطح الرياضي وكأنه حكم وخصم في آن واحد.
كان على رئيس التعاون أن يكون خير ساعد لتشجيع مثل هذه المبادرات وخير معين لإزالة فتيل التعصب, وأن يشدد على أهمية تحرك زملائه في لجنة الإحصاء بالاتحاد في تتبع نتائج الناديين منذ تأسيسهما,لا أن تكون نظرته وقتية ومرتبطة بتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.