إن كان هناك من برنامج، سدّ الفراغ الكبير الذي تركه "طاش ماطاش" في رمضانيات الناس، فهو برنامج "واي فاي".

كان كل مسلسل "طاش ماطاش"، طوال مواسمه الطويلة، لا يفعل شيئاً أكثر من التقاط هموم الناس.

كل فن لا يلامس حياة الناس وهمومهم ويومياتهم وتفاصيل أوجاعهم في أدق أحجامها، هو فن غير جدير بالحياة.

ميزة "طاش ما طاش" النادرة تلك، هي ذاتها ميزة برنامج "واي فاي"، وإن كانت الأشكال الفنية تختلف، فالمضمون واحد.

الذي يجعل فكرة "واي فاي" مختلفة قليلاً عن فكرة طاش ماطاش، رغم أن المضمون واحد، وهو الضحكة المهمومة ،إلا أن أهم اختلاف بينهما، هو أن "طاش ماطاش" اعتمد على نمط السيناريو الطويل أو الفكرة المطوّلة، بينما يعتمد "واي فاي" اعتمادا جذريا، وعميقا، على فكرة "الفكرة الكبسولة"، أو نمط الاقتضاب والاختزال في طرح الأفكار.

ما جعل هذا "النمط الكبسولي" والاختزالي في طرح الفكرة في "واي فاي" ينجح نجاحاً كبيراً في لفت انتباه الناس إلى همومهم أكثر، وإلى قضاياهم الهامشية أكثر، هو أنه سمة معاصرة، تواكب تسارع العصر وتناسب المشاهد الذي يريد الاختزال.

"واي فاي" باختصار: هو النكتة المعاصرة.