لم تتصور "لميس الحكاري، ونرمين أظخان، ونسرين الشامي"، أن ينجح مشروعهن الثقافي المكتبي، الذي بدأ كمبادرة ذاتية للمشاركة في إحدى المسابقات الإعلامية الشهيرة في برنامج "خواطر 8"، مع أحمد الشقيري، في أبريل 2012. وهو المشروع الذي يقوم على تأسيس مكتبة ثقافية متنقلة غير ربحية، تروج للقراءة بين الجميع، فكانت النتيجة حصولهن على المرتبة الأولى من بين المبادرات المقدمة في مصر والأردن.

السعوديات الثلاث قررن الاحتفال بمشروعهن الذي أطلقن عليه اسم "مكتبة بانيبال"، في المنطقة التاريخية بجدة – منطقة البلد المركزية"، وتقول المدير التنفيذي الحكاري "إن احتفالنا في هذه المنطقة يأتي رسالة مباشرة على الدعم المتواصل لإحياء تراث مدينة الـ3 آلاف سنة، ويتقاطع ذلك مع محاولة استقطاب الجيل الجديد نحو جدة التاريخية، في ظل غياب الترابط مع التراث الحجازي".

وتضيف "إن فكرة إقامة احتفال الذكرى السنوية الثانية في هذه المنطقة جاءت كدعم ثقافي ومعرفي من مقعد (جدة وأيامنا الحلوة)".

اختيار الفتيات الثلاثة اسم "بانيبال" لمشروعهن الثقافي، يعود إلى أن "أشور بانيبال" تعد أول مكتبة في التاريخ، بدأت في العهد الآشوري وتأسست في القرن السابع قبل الميلاد، وسميت نسبة إلى "آشوربانيبال" آخر أشهر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة. واحتوت على آلاف ألواح الطين وبقايا نصوص؛ نسبة كبيرة منها باللغة الأكادية، كما احتوت على موضوعات مختلفة، ودمرت المكتبة عام 612 قبل الميلاد، في غزو بابلي فارسي مشترك، أدى إلى إشعال النيران في القصر الآشوري حيث وصلت النيران للمكتبة.

الحكاري، وهي عضو متطوع في "مقعد جدة وأيامنا الحلوة"، تشير إلى أن هدف المكتبة المتنقلة المركزي يتحدد في نشر ثقافة القراءة التي يعاني المجتمع المحلي من ضعفها، وتقول "لدينا خطط منظمة لوجود المكتبة في بعض المرافق العامة؛ بغرض توسيع فكرة المشروع في جدة".

ويسعى القائمون على المشروع خلال الفترة المقبلة في تصنيع 5 فروع أخرى لشكل "مكتبة بانيبال"، الذين يؤكدون أن فكرتها جذبت الكثير من الشباب.

وأشار طلال الخوتاني، أحد مشرفي "مقعد جدة وأيامنا الحلوة"، في حديثه على هامش الاحتفالية إلى أن "الاحتفاء بمبادرة مكتبة بانيبال، هو بمثابة رسالة تعاون بين مع الجيل الجديد.