في وقت اشتدت فيه المعارك بين قوات نظام بشار الأسد وقوات المعارضة في مختلف المدن السورية، قالت تقارير إن سكان المحافظات المطلة على البحر المتوسط بما فيها شمال محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي ظلت في مأمن عن القتال المشتعل منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل 3 سنوات، بدأوا يشعرون بالخوف نظرا لامتداد هجمات قوات المعارضة إلى الساحل السوري خلال الفترة الأخيرة.

ورغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها حتى على أكثر الأماكن أمنا في البلاد بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد يعكر الحياة اليومية.

وكان القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قد بدأ قبل 3 أسابيع عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب، وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

ميدانيا، أكدت مصادر مطلعة سقوط أعداد كبيرة من القتلى في معركة المليحة في ريف دمشق من حزب الله حيث أحضرت أول من أمس، جثث 8 بينهم مقاتلون من حركة أمل وأول من أمس شيع قتيل جديد في بلدة الخيام وهناك 4 جرحى في حالة خطيرة، بالإضافة إلى أكثر من 10 جرحى آخرين تم نقلهم للعلاج وسط تكتم شديد، كما شن الطيران السوري أمس غارات جوية على مناطق في ريف دمشق، لا سيما في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل القوات النظامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني "نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في مدينة دوما، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل بينهم طفل، وسقوط عدد من الجرحى"، كما قصف الطيران الحربي مدينة حمورية، وألقى الطيران المروحي 8 "براميل متفجرة" على مدينة داريا، تزامنا مع اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، بحسب المرصد.

وفيما تتواصل المعارك في حلب، أكدت مصادر المعارضة السورية سيطرتها على جميع المقار المحيطة بمبنى المخابرات الجوية، مع توقعات بفرض السيطرة الكاملة عليه خلال وقت قصير.

وقالت شبكة شام الإخبارية إنه تم تسجيل عشرات الإصابات بالغازات السامة التي استخدمتها قوات النظام لليوم الثاني في كفرزيتا بريف حماة.

إلى ذلك، كشف زير الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية أسعد مصطفى في تصريحات صحفية، أن خبراء إيرانيين طوروا في المعهد الأمني في كفر سوسة بدمشق، قنابل تحمل غازات سامة لاستخدامها بديلاً عن البراميل المتفجرة، وأنه تم استخدام هذه القنابل بالفعل في 7 مواقع في سورية حتى الآن، مؤكدا أن نظام الأسد استخدم الغازات السامة خلال اليومين الماضيين في كل من جوبر ورنكوس، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين بحالات اختناق شديدة.


.. والنظام "يدغدغ" مؤيديه بـ"الانعطاف العسكري"

الرياض: الوطن

يبدو أن نظام دمشق، ومع العد التنازلي لإجراء الانتخابات الرئاسية، التي ينوي الرئيس السوري بشار الأسد دخولها، وعلى الرغم من الدمار الذي ألحقته آلته العسكرية بالأراضي السورية، واستجلاب مقاتلين من الخارج، دخل عملياً في الاتجاه لرفع معنويات مؤيدي بقائه في السلطة، عبر "دغدغة" وإيهام الرأي العام السوري بالانتصارات العسكرية، التي – كما تزعم دمشق – تحققها على الأرض.

الأسد خرج أمس، للقول طبقاً لتصريحاتٍ نقلها عنه التلفزيون السوري، إن الأزمة السورية المستمرة منذ 3 أعوام، باتت حاليا في "مرحلة انعطاف" لصالح نظامه.

وقال الأسد "هناك مرحلة انعطاف في الأزمة إن كان من الناحية العسكرية والإنجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب، أو من الناحية الاجتماعية، من حيث المصالحات الوطنية، وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة أهداف ما تتعرض له البلاد".

ولم يكترث رأس نظام دمشق، الذي هجّر ملايين الأسر، وأخذ سورية إلى خارج عمقها العربي، حين قال إن سورية "مستهدفةً ليس فقط بحكم موقعها الجيوسياسي الهام، وإنما بسبب دورها التاريخي المحوري في المنطقة، وتأثيرها الكبير على الشارع العربي".