من وجهة نظري الخاصة، تصلح المقابلة الصحفية بين "الشرق الأوسط"، وسعادة الأستاذ عبدالعزيز الحازمي، المدير العام المكلف للخطوط الجوية العربية السعودية، أنموذجا للحوار بين الإعلام والمسؤول الخدمي. كانت مقابلة أو حوارا مكتمل الأسئلة وشاملا لكل الهواجس الآنية والمستقبلية لشركة عملاقة تتقاطع مع كل تفاصيل حياة المواطن. ومن الجميل في المقابل أن سعادة المدير العام المكلف لم يتجمل، ولم يراوغ، ولم يبن جملا طويلة من الأحلام والخيال.
لأول مرة أشعر أن على رأس هذه المؤسسة مسؤولا قادما من أعماق بحرها اللجي العميق، ويحمل رؤية إدارية تستند إلى الوقائع والحقائق.
نحن جميعا نلمس في العامين الأخيرين تحسنا واضحا وملموسا في أداء ناقلنا الوطني، وقد يحتج على هذه الجملة آلاف القراء لسببين: الأول أن عملاءها وزبائنها يعدون بعشرات الآلاف في اليوم الواحد، ولكل منهم قصته الخاصة، حتى مع مكان المقعد وكوب العصير. والثاني أن "الخطوط السعودية" إرث طويل من الصورة السلبية التي عاشت فيها من قبل عبر أكثر من عقدين، وبالتالي فإن تغيير هذه الصورة وتلك الانطباعات مهمة قاتلة بل مستحيلة.
المقياس لدي مثلا، بوصفي زبونا، هو الدقة في المواعيد، وسأكون أمينا مع نفسي لو قلت إنني لا أتذكر أبدا آخر مرة خذلني فيها ناقلنا الوطني.
قبل يومين مثلا، أقلعنا إلى الرياض، قبل الموعد بعشر دقائق، وفي العودة وصلت إلى أبها قبل التوقيت الرسمي بخمس دقائق. ولهذا لن أستغرب أن يتباهى سعادة المدير العام بحصول المؤسسة على المركز الخامس عالميا في دقة التوقيت، وفي العامين الأخيرين سافرت – فيما حسبت – على سبع ناقلات جوية مختلفة، خليجية وأوروبية وأميركية، ولو كان خيار التفضيل متاحا أمامي لوضعت "السعودية" بامتياز على رأس القائمة. وهنا حتى لا يُساء الفهم: أنا أتحدث عن الخطوط السعودية بعدما "تدلف" إلى جوف الطائرة، أما كل ما قبل ذلك من عذاب المطارات، فلا دخل له في ضيافة "مالك" آخر هو هيئة الطيران المدني، والسعودية هي إحدى "زبائن" هذه الهيئة، وهي مثلنا تتمنى اكتمال منظومة المطارات القادمة، مثلما أشار إلى ذلك سعادة المدير العام المكلف. لا ينكر هذه الحقائق إلا مكابر: الخطوط السعودية في رحلة التصحيح الحقيقية رغم عشرات العوائق والتحديات المختلفة.