وصف رئيس المجلس البلدي السابق بأبها والأكاديمي بجامعة الملك خالد الدكتور سعد العثمان، العمل البلدي في منطقة عسير بـ"الاجتهادات"، في ظل غياب صوت الرفض لكل ما هو منطقي، متهما أعضاء مجلس أبها الحالي بالحرص على توثيق صداقتهم مع أمين المدينة أكثر من تنميتها.

وأبدى العثمان خلال حديثه إلى "الوطن"، تخوفه من أغلب المشاريع الحالية بالمنطقة، بحكم أنها تمت وفق اجتهادات ودون خطط استراتيجية، مضيفا "للأسف، إن العمل قائم على الاجتهادات، وما يجري في أبها الآن اجتهادات سندفع جميعنا ثمنها"، محذرا في الوقت نفسه، من كارثة "نفق المنسك" الذي يتم تنفيذه حاليا بطريق الملك فهد بأبها بسبب أزمة كبيرة في تصميمه، حيث توجد به عبارة قادمة من شارع الأربعين تحتاج إلى حفر بطول 700 متر حتى تصل إلى وادي أبها، ونفذت بعرض متر ونصف المتر وسيغلقها أي شيء، وقد تحدث بسببها كارثة.


تبريرات "عجائز"

وجزم رئيس بلدي أبها السابق بضعف جودة المشاريع المنفذة في عسير، لحرص الجميع على الإنجاز على حساب الجودة، واصفا تصريحات المسؤولين حول انهيار عدد من الجسور في منطقتي الرياض والشرقية بأعذار "العجائز"، وليست تبريرات هندسية تعتمد على الواقع والمنطق، مشيرا إلى أن أغلب مشاريع منطقة عسير مدروسة ومعتمدة منذ سنوات قبل قدوم الأمين الحالي المهندس إبراهيم الخليل، وكذلك المجلس البلدي، لكنها تعطلت لأسباب عشوائية الدراسات أو ضعف المخصص المالي، وقال "بعض المشاريع لم تدرس بشكل جيد ويتفاجأ المقاولون بوجود مواسير مياه وصرف صحي وكيابل كهرباء واتصالات، لأن من أجرى الدراسة لا يعلم عنها نهائيا، وأحيانا تعتمد مشاريع كالجسور والأنفاق ولا يوجد طريق بديل للسيارات فيتعثر التنفيذ، وجميع هذه المشاكل تتحملها إدارة التخطيط في الأمانة والبلديات لأنهم يضعون "كليشة" دراسة من دليل الوزارة ولا يعلمون عن المشروع بشكله الحقيقي شيئا".


قرارات ارتجالية

وأرجع العثمان افتقاد الخطط الاستراتيجية في التنمية إلى رفض بعض المسؤولين العمل عليها بحكم أن وقتها قد يستغرق عامين على أقل تقدير، ويرفضون ذلك حرصا على الظهور في المشهد قبل مغادرتهم، وعدم تركها لمن يأتي بعدهم للاستفادة منها، لافتا إلى أنه استفسر من أحد منسوبي أمانة عسير عما إذا كانت المشاريع المنفذة حاليا تتم وفق خطط مدروسة فأجابه بأنها مسؤولية شخص أو شخصين فقط بحكم أن البقية مغيبون، والأشد غرابة أن أمناء المناطق يعدون أنفسهم خارج دائرة المساءلة، مستشهدا بأن أمين عسير كان موجودا في ظل غياب المجلس، بعكس المجلس السابق الذي كان متقدا في ظل غياب أمين المنطقة السابق، منتقدا في الوقت ذاته، ميزانية تعويضات شارع المطاعم "الستين" بأبها البالغة مليار ريال، مضيفا "المبلغ هائل ولو استثمر في تطوير الحزام الدائري بدلا من فتح وسط البلد بطريق 60 مترا، خصوصا أن أبها لا تحتمل مثل هذه المشاريع التي تعد "تمزيقا" لأبها السياحية، لكان أجدى"، مؤكدا أن التعويضات لم تصرف كاملة، حيث تم صرف 700 مليون سلمت لأصحاب الأملاك و500 مليون لم تصرف حتى الآن، وبالتالي سيرفض أصحابها هدمها قبل التعويض، مما يعني تعثر المشروع مستقبلا.





تجاهل التنسيق

وكشف العثمان عن أنه تم الاعتراض على المشروع مسبقا، واقتراح طريق بديل من إدارة المرور إلى دوار القصبة وبدون تعويضات باستثناء 3 قطع تنازل أحد ملاكها عن التعويض، وتم إبلاغ الأمانة بأن هذا الطريق سيشوه أبها، وكذلك الطريق القادم من شرق أبها إلى غربها من أبوخيال إلى وسط البلد، لافتا إلى أن المشروع لو أقر خلال فترة المجلس السابق فلن ينفذ بأي حال من الأحوال، معترفا بإخفاقهم سابقا في التنسيق مع مجلس المنطقة، نظرا لعدم رغبتهم في الاجتماع مع أعضاء البلدي، مؤكدا أنهم تقدموا لمجلس المنطقة بفكرة دعم أي بحث علمي يناقش مشكلة اجتماعية مكافأته 100 ألف ريال ولكن لم يصلهم رد دون معرفة السبب.

وحول أسباب المناكفات الإعلامية بين مجلسي بلدي أبها وخميس مشيط في وقت سابق، أكد العثمان أن مطالبة أعضاء بلدي أبها بتحويل بلدية خميس مشيط لأمانة مستقلة سبب رئيس، بحكم أن ذلك يعد تدخلا في شؤون الغير، إذ كان من المفترض أخذ رأي أعضاء بلدي الخميس وليس الحديث عنهم، مبينا أن تلك المطالبات كانت لأهداف معينة، معلنا تأييده لردة فعل أعضاء بلدي الخميس، مؤكدا أحقية الموظفين المفصولين ببلديتي خميس مشيط والنقيع في رفع تظلم لدى المجلس من قرار الأمانة.