بررت الشاعرة هدى الدغفق تأليفها كتبا نثرية بعيدة عن مجالها بقولها: "الشعر في طريقه للصدور قريبا جدا ولكن هذه محبات قديمة.. ولا تستغرب أن أكتب رواية تشبه الشعر، ليس لي من غواية سوى الكتابة فحسب، كل أحلامي تجسدت فيها وهي التي لم تخيب ظني حتى اليوم في الحياة.. ربما أنها حظي الوحيد الحسن".

وقالت الدغفق التي أصدرت العام الماضي مذكرات سيرية، تحت عنوان "أشق البرقع"، لـ"الوطن": تجربتي الشعرية المقبلة غريبة نوعا ما، مضت هذه الكتب تضيف إلى عشقي للبحث والدراسة التي لم أتمكن بسبب كثير من الظروف أن أخوض غمارها حتى آخر صفحة من عمري، أمارس التحليل بشغف والبحث بغرام وربما عبث وعشق قديم جدا منذ أيام كتاباتي الأولى في الصحافة قبل عقدين. ولم أتخلص منه بعد، والشعر هو التجربة الخاثرة تطبخ على نار هادئة جدا. وكانت الدغفق قد أصدرت هذا العام في 277 صفحة من الحجم المتوسط عن دار طوى، كتاب (فلسفة المستقبل) الذي صاغت مادته في أسئلة وتداخلات من خلال رصد نتاج المعنيين بالحوار. وجاءت اختيارات الدغفق متنوعة الاختصاصات والاتجاهات والاهتمامات، ومثلت الشخصيات الوطن العربي من الجزائر ومصر والمغرب والخليج العربي ولبنان واليمن، من فئات عمرية مختلفة بين مثقفين شباب وغيرهم بغرض المواجهة بين الأجيال الفكرية ليتضح ما يغاير بين ثقافتي المشهد الفلسفي عربيا، وممن حاورتهم الدغفق، عبدالله المطيري وشايع الوقيان وفهد الشقيران وطريف السليطي وعائشة الدرمكي وضياء الكعبي وحسن عجمي ومحمد وقيدي ومحمد شوقي الزين وعلي الديري وهاني الصلوي وسمير أبوزيد. واشتملت الحوارات على موضوعات تطرح إشكالات وقضايا من "الهوية وهيئة التلقي وواقع الفلسفة في المجتمع المحافظ والطائفية والرقمية والنسوية والشفرة الاجتماعية والخطاب الآيديولوجي.

كما ناقشت مادة الكتاب علاقة التأويل بالتفكيك والقطيعة المعرفية وإشكاليتي التعليم والتربية، باعتبارهما أهم ركائز التنمية الحضارية، والتداخل بين الافتراضي والمعرفي على االواقع وموضوع النسق. وكتب المقدمة أحمد الراشد باعتباره أحد مؤسسي الحلقة الفلسفية والمشرف عليها، وألمح من خلال المقدمة إلى أهداف الحلقة الفلسفية والأهمية المرجوة.