في الكتاب الشهير "استيقظ وعش" تضع الكاتبة "دوروثي براند" جملة من النصائح، التي تؤكد أنها طريقة ناجحة للتحكم في الأفكار واكتشاف النفس، وتؤدي بالضرورة إلى تقوية العقل وزيادة الوعي، وتقول الكاتبة الأميركية، إن هذه النصائح التي تأتي على شكل تمارين جاءت من الثقافات الشرقية، وتحديدا الهند والصين، وأثبتت فعاليتها وقدرتها على تنمية التفكير وتهذيب النفس.
ومن أهم هذه التمارين تقول الكاتبة، وبالمناسبة هذا الكتاب طبع في 1936، ووزع نحو مليوني نسخة: "اقض ساعة من يومك لا تقول فيها شيئا، وابتعد تماما عن الكلام، إلا أن تجيب على سؤال يوجه إليك مباشرة أو في حال الضرورة، ويجب أن يكون وسط مجتمعك وخلال حياتك اليومية العادية، دون أن توحي لأحدهم أنك مكتئب أو تعاني صداعا، أو حتى أنك تخضع لتدريب ما، وقد يكون شاقا بداية حتى لقليلي الكلام بطبيعتهم، وستكتشف في أول صمتك أننا نحن المتكلمين نتفوه بكثير من العبارات التي لا نعيها ولا نقصدها ولا تعبر عما نريد ولا تفيد موضوعنا بأي شيء".
تقول: "يهدف هذا التمرين إلى أن يجعل السطوة والتحكم بعقلك وتفكيرك وعباراتك ممكنة وتملأ نفسك، وبعدها ستعود للكلام وأنت أوضح عبارة وأقرب ما تكون إلى هدفك وأكثر اطمئنانا".
ومن التمارين الأخرى التي توصي بها كذلك، حصر التفكير لمدة نصف ساعة في موضوع معين، دون التفكير في أي شيء آخر، وهذا مع التدرب عليه يساعد على التركيز الذهني، ومن يبرع فيه يسعه تعلم لغة أجنبية في مدة قصير، ويمنحه تفكيرا متزنا ومركزا.
وهناك تمارين أخرى تهدف في مجملها إلى تقوية عملية التفكير عند البشر، وتحسين طرق تعاملهم مع ذواتهم والآخرين، ومنها كتابة خطاب خال من ضمير المتكلم "أنا" وأي شكل من أشكاله التي تدل عليه، أو قضاء 15 دقيقة يوميا دون التفوه بكلمة "أنا"، ويهدف هذا إلى أن يطلعنا على حقيقة أنفسنا، وحملنا على أن نراها من زاوية محايدة، وبذلك يجب أن تتجه بتفكيرك خارج نفسك أثناء كتابة ذلك الخطاب أو خلال الدقائق، وأن تتحرر من شؤونك وبالتالي تتجنب عادة قد تكون مرسخة في داخلك ويكرهها الآخرون.