أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله، أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ ستوفر فرصا متميزة وواعدة للمستثمرين وستسهم في جعل الاقتصاد المحلي قائما على الصناعة والمعرفة بكوادر وطنية واعدة.

وقال لدى تفقده آخر تطورات الأعمال في مشاريع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ أمس "آن الأوان للجهات المعنية لأن تزيد من تضافر جهودها والتعاون للإسهام في تسريع والوتيرة التطويرية، الأمر الذي سينعكس على التنمية في المملكة"، مبديا إعجابه بما شاهده من منجزات اقتصادية وتنموية واجتماعية في المدينة، قائلا ما شهدته "سيحقق رؤية وتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين، في بناء وازدهار هذا الوطن ورفاهية أبنائه"، وتابع "والعمل متواصل لتحقيق التشغيل الكلي للمدينة في الوقت المحدد له".

وكانت جولة أمير مكة الميدانية انطلقت من ميناء الملك عبدالله داخل المدينة، ثم الوادي الصناعي، ومدرسة أكاديمية العالم، ثم في عدد من مصانع المدينة الاقتصادية، واستمع لشرح مفصل عن كافة جزئيات الأعمال التي يجري تنفيذها بالمدينة. وتأتي زيارة الأمير مشعل بن عبدالله أمس، في الوقت الذي بدأ فيه العمل بالمرحلة التشغيلية الجزئية للميناء برصيف طوله 700 متر، تعمل عليه 5 رافعات عملاقة تعد الأحدث والأكبر في العالم، فيما شهد الميناء وصول عدد من السفن التجارية، حيث تم التوقيع مع إحدى شركات خطوط الملاحة للعمل بطاقة استيعابية تبدأ من 1.7 مليون حاوية في السنة ترتفع إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال 3 سنوات قادمة.

وفي إحدى العروض التي قدمت حول الميناء أمس، تمت الاستعانة بأكبر رافعة مكعبات خرسانية في العالم تحمل نحو 1800 طن في الرفعة الواحدة برصيف الميناء، وأن عمق المياه في الميناء يبلغ نحو 18 مترا تجعله مهيأ لاستقبال كبريات سفن البضائع العالمية، وأن المدينة ستعمل على تطوير تشغيل الميناء بطاقة 4 ملايين حاوية سنويا، ثم تكمل تباعا افتتاح المراحل المتبقية لتصل لطاقة إجمالية قدرها 20 مليون حاوية سنويا.

وعقب الزيارة قال محافظ الهيئة العامة للاستثمار، ورئيس مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصادية المهندس عبداللطيف العثمان "حظينا اليوم بدعم وتشجيع الأمير مشعل بن عبدالله الذي اهتم بجميع مرافق وأجزاء المدينة الاقتصادية وحرص على زيارتها والاستماع إلى شرح مفصل عنها، وهذا يعطينا المزيد من الثقة والعزم على مواصلة جهودنا الرامية إلى تحقيق رؤية وأهداف خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة".

المدينة الاقتصادية

تقع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجوار مدينة رابغ - 150 كيلو متر شمال جدة - على ضفاف البحر الأحمر، على مساحة تبلغ نحو 168 مليون متر مربع، وتتضمن ميناء الملك عبدالله والوادي الصناعي والمنطقة التعليمية ومنطقة المنتجعات، والأحياء السكنية.

وتشتمل المدينة الاقتصادية على بوابات تم بناؤها وفق طراز معماري حديث، ترابط عند كل بوابة فرق أمنية خاصة لتسهيل الدخول والخروج من وإلى المدينة، وتمتد من طريق جدة ينبع السريع شرقا إلى البحر غربا، وتحدها مدينة رابغ من جهة الشمال.

ميناء الملك عبدالله

يتميز ميناء الملك عبدالله داخل المدينة بالموقع الجغرافي الاستراتيجي على خط الملاحة الرئيس، الذي يربط شرق العالم بغربه، إضافة إلى ارتباطه المباشر بالوادي الصناعي، ويعد أحد الموانئ الكبرى في العالم، ويحقق ثقلا اقتصاديا للمملكة، حيث يعد نقطة الوصول إلى نحو 250 مليون مستهلك حول العالم.

الوادي الصناعي

تبلغ مساحة منطقة الوادي الصناعي نحو 63 مليون متر مربع – تشكل ثلث مساحة المدينة -، وتتميز بارتباطها بميناء الملك عبدالله، ليصبح الوادي الصناعي أحد التجمعات الصناعية العالمية.

ووقعت المدينة عقودا نهائية مع نحو 60 مستثمرا من شركات صناعية وطنية وعالمية، لإقامة مشاريع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في قطاعات مختلفة مثل الصناعات الدوائية وصناعة الشيكولاتة والأنابيب الفخارية والحديد والسيارات وصناعة مواد التغليف البلاستيكية.

وتضمن العرض الذي اطلع عليه أمير مكة المكرمة أمس، بدء 5 شركات صناعية مرحلة الإنتاج من مصانعها في المرحلة الأولى في الوادي الصناعي داخل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومن ضمنها مصنع شركة الأنسجة العالمية "جرايف"، وهو أحد مصانع مواد التغليف البلاستيكية والحاويات المرنة، ومصنع مارس للحلويات، ومصنع شركة توتال للزيوت، ومصنع بترا للصناعات الهندسية المتخصص في تصنيع أنظمة التبريد عالية الجودة، إضافة إلى مصنع العطية للحديد.

وذكر العرض أن المدينة الاقتصادية تمكنت عبر الوادي الصناعي من تأسيس قاعدة جديدة للصناعات الدوائية في المنطقة من خلال استقطاب شركات الأدوية والمنتجات الصيدلانية لتحقيق بداية تجمع للصناعات الدوائية في المنطقة.

ويضم الوادي مجمع مباني الإدارة وسكن العمال والمرافق في المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية، ومبنى إدارة المنطقة الصناعية، ومبنى الصناعات الخفيفة والمبنى السكني الداخلي للعمال والمسجد ومبنى محطة الكهرباء، إضافة إلى المرافق الخارجية مثل الحدائق العامة، ويتم حاليا تطوير 25 مليون متر مربع من إجمالي مساحة الوادي الصناعي المخصصة للصناعات الخفيفة والمتوسطة.

المنطقة التعليمية

تقدم المنطقة التعليمية بيئة أمثل لأبناء قاطني المدينة والعاملين فيها من خلال مدارس خاصة وعامة تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، وتعمل على تخريج أجيال من الطلاب والطالبات القادرين على تحمل المسؤولية والنهوض بمجتمعاتهم نحو عصر المعرفة.

وتضمن العرض اختيار مؤسسة GEMS التعليمية، وهي شركة دولية تقدم خدمات التعليم لتأسيس أكاديمية العالم، وهي أول مدرسة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، حيث تجول أمير منطقة مكة المكرمة داخل مقرات مؤسسة GEMS التعليمة التي أكدت أن لديها شبكة عالمية من المدارس النموذجية وتقدم الخدمات التعليمية لنحو 100 ألف طالب وطالبة في 143 دولة حول العالم.