كنا نجلد الذات كلما مات فلسطيني على يد جيش إسرائيل، حينما لم يكن لدينا قضية نلطم فيها "ضعفنا" إلا قضية "فلسطين"، وطوال كل ذلك اللطم كانت دولة الاحتلال الصهيوني تتوسع ودولتنا الفلسطينية تتآكل أمام أعيننا وأمام ضعفنا.

اليوم رحى الموت تدور على رأس غزة كما دارت عدة مرات أمام ضعفنا الذي تضخم كثيراً، وصرنا لا نجيد إلا البكاء، حتى مل "بعضنا" وأصبح في مكانة من الخنوع والذل عنوانها "براءة المحتل من دم غزة"، ولم يخجل بعضنا من ترديد عبارة "بعض أهل غزة استثار المحتل ليذبح غزة وأهلها"، فأصبحت صورتنا كما قال خلف العتيبي "من دون صهيون بذتنا صهاينا"..!

وكما قال أحمد مطر: "وجوهكم أقنعة بالغة المرونة..

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة..

صفق إبليس لها مندهشاً، وباعكم فنونه..

وقال: إني راحل، ما عاد لي دور هنا .. دوري أنا أنتم ستلعبونه..".

رحى الموت اليوم تدور في كثير من أقطار عالمنا العربي..

في غزة القتلى بالمئات والعرب منقسمون بين من يلوم "حماس" وبين من يصيح ألماً لإخوته الفلسطينيين بغض النظر عن انتمائهم؛ لأنه أمام المجازر والدماء تختفي "الاختلافات" الدينية والمذهبية والعرقية والفكرية وتبقى روابط الإنسانية..!

في سورية.. السفاح يؤدي القسم بعد انتخابات تسمى "ديمقراطية" ليفوز بولاية جديدة ويكون رئيساً لشعب لا يريده، وشعب هرب من جحيمه ونام في العراء خوفاً من بطش شبيحته.. وفي سورية ذاتها.. يدعي قومٌ الإسلام فيقتلون باسمه البشر، ويتقاتلون فيما بينهم بحثاً عن القيادة لميدان يسمونه "جهادي"..!

وبفعل المتخاصمين لم تعد سورية ساحة لإبادة الشعب السوري لوحده، بل صارت مسرحاً لقتل شبابنا بعد التغرير بهم باسم الإسلام..!

وفي العراق قامت "الدولة الإسلامية" الداعشية وأعلنت عن "خليفة المسلمين"، فقامت بجز الرؤوس بلا رحمة لتشوه صورة الإسلام مع المالكي الذي لم يقصر في ذلك قبلها..!

وفي ليبيا القتل والتفجيرات بالجملة والحروب الأهلية تقوم بلا أي سبب إلا الرغبة في السيطرة واختطاف بلد هرب من مجرم ليقع في عصابات إجرام.

(بين قوسين)

يقول الخبر: أُصيب قائد لواء "غولاني" في الجيش الإسرائيلي العقيد غسان عليان ذو الـ 41 عاماً، وهو أول قائد درزي من عرب إسرائيل يتم تعيينه في هذا المنصب..!