(جسمك صاير رياضي "قل ما شاء الله"، ذوقك حلو "قل ما شاء الله"، شعرك أسود ما فيك شيب "قل ما شاء الله"، إنت كيف تتحمل الوجبات السريعة؟! "قل ما شاء الله"، شكلك نايم زين؟! "قل ما شاء الله"، معقول حصلت حجز على جدة؟ "قل ما شاء الله"، عمرك ستين وما عندك ضغط!، "قل ما شاء الله"، إنت ما تشبع من الغزل ومطاردة البنات؟.. "قل ما شاء الله"!).

فوبيا عجيبة لدى كثير من أفراد المجتمع من العين. لا تستطيع أن تناقش أحدهم أو تسأله عن أمر يخصه دون أن يبتدرك بالقول: "قل ما شاء الله"، وحتى لا يأتي متطوعو التفسير المجاني فيوهمونك بعكس مرادي، أقول وأكرر إن العين حق ولا شك. نبينا عليه الصلاة والسلام يقول: "لو أن شيئا سبق القضاء لسبقته العين."، ويقول في موضع آخر: "العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر". حمانا الله وإياكم.

لكن المبالغة في تقدير الأمور، قد يوقع الإنسان في الذنب دون أن يشعر. الإنسان المؤمن يدرك أن أذكار الصباح والمساء ستحميه ـ بإذن الله ـ فإن شكّ في ذلك، فهو يشك في مصداقية الشارع الحكيم الذي تكفل بحفظ من يحافظ عليها!.

حدثتكم قبل سنوات عن زيارتي لأحد الأشخاص، وحينما دخلت المنزل وجدت سيارتين فارهتين في "الحوش".. وحينما عاتبته على استخدامه لسيارة متهالكة، وعدم تبيان نعم الله عليه، والاستمتاع بما وهبه الله من خير وفير، قال: "لا تلوموني.. العين.. أخاف من عيون الناس"!.

كنت أستمع إلى الدكتور "صلاح الراشد" وهو يتحدث عن هذا الموضوع، تأكدت أن الخوف من العين يتحول فعلا إلى مرض نفسي بحاجة للعلاج!.

الخلاصة: لست مفتيا ولا مُفسرا، لكنني أظن أن الخوف المبالغ فيه من العين ضعف في الإيمان. لذلك اتكل على ربك، فهو خير حافظا، وعش حياتك، وتمتع بما وهبك الله، وتذكر مجددا أن الأمة ـ كما في الحديث النبوي الصحيح ـ لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف". حمانا الله وإياكم من العين.