??لنقرأ معا بعض الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية حول نشاطات جماعة داعش في مناطق سيطرتها لنفهم على ماذا تستند عليه هذه الجماعة التي أعلنت دولتها الموصوفة بالإسلامية زورا وبهتانا، فقد قامت بحرق كنيسة عمرها أكثر من 0081 سنة في الموصل وقامت بتهجير أكثر من 0021 عائلة في ريف حلب الشرقي، وقامت في مشهد استعراضي مريض برجم امرأة حتى الموت في محافظة الرقة السورية، إضافة إلى قيامها بوضع حرف النون (نصرانية) على منازل مسيحيي الموصل، وتهديدهم في تصرف يذكرنا بما قامت به النازية مع اليهود في الحرب العالمية الثانية، كما قامت ?بتحرير الموصل على حد وصفها من السجائر والمعسل، إلى جانب قيام أحد أشاوسها بخنق امرأة حتى الموت في تسجيل تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، إضافة إلى قيامها بإعدام 1700 طالب بكلية الطيران العراقية.
هذه بعض أخبار جماعة تدعي أنها أسست دولة ذات كيان سياسي وجغرافي ودستوري يعمل على اعتراف المجتمع الدولي به باعتباره دولة مستقلة ذات سيادة وحكم نافذ على الشعب، الأمر الذي يطرح ألف سؤال عمن هو الإنسان العاقل الذي يقبل أن يعيش في دولة كهذه انطلقت قبل تأسيسها من خلال القتل الجماعي وجز الرؤوس ونحرها وتفجير المباني وتطبيق حكم "دعقوش" على المؤتمنين في بيوتهم وأوطانهم، وعما هو الشرع الذي يتحدثون عنه، وكل ما نراه منهم هو القتل والنحر والإجرام بأدق أوصافه.
هل كانت دولة النبي الأعظم عندما تأسست تخطف المشركين وتنحرهم في الميادين العامة أم هي دولة البرابرة والمغول وأتباع "الحشاشين" هم من قاموا بذلك حتى أصبح وصف البربري يعني الهمجي، وفي الإنجليزية الحشاش تعني القاتل المأجور.
كيف تعامل سيد الخلق مع المرأة التي اعترفت له بأنها زنت، وكيف وصف توبتها عليه الصلاة والسلام لسيدنا عمر حين قال له "ويحك يا عمر، فقد تابت توبة لو قسمت على 70 من أهل المدينة لوسعتهم"، وبالمقابل كيف تعامل هؤلاء الخوارج مع من اتهموها بالزنى وحكموا عليها في مكان عام لتوضع فريسة لمجموعة متعطشة للقتل وإزهاق الأرواح.
كيف شرع الدين الإسلامي القويم التعامل مع الذميين وكيف شرع لدعوتهم بالحسنى والشواهد من السيرة النبوية كثيرة، إلا أن هؤلاء الداعشيين فتنتهم قصص السفاحين والقادة القتلة الذين شهدهم تاريخنا الطويل، فالتبس عليهم الأمر بين الدين ذاته وبين نماذج داعشية من تاريخ دول متعاقبة توصف بإسلامية بعد أن تحول الدين من نمط رسالة حياة وعبادة إلى مطية لأرباب الحروب وأمراء دول هجينة وهمجية.