ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا
فما لكما في اللوم نفعا ولا ليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغن
نداماي من نجران ألا تلاقيا
أحقا عباد الله أن لست سامعا
نشيد الرعاة المعزبين المتاليا
عبد يغوث بن صلاة الحارثي وهو يتلو هذه الأبيات رثاء لنفسه وعتبا لقومه، لم يكن يعلم أن هناك قوما قادمين عبر الأزمان ليصلوا إلى نجران وهم يحملون "فوانيس" تضيء في كل الجوانب، سواء أكانت ثقافية أم اجتماعية "إنسانية". تلكم "فوانيس نجران الرمضانية" التي أشعلت في نادي نجران الأدبي؛ لتزيد أهل نجران وهجا على الوهج الذي حققه مهرجان قس بن ساعدة، فلله درهم أولئك الأعضاء، وهم يضعون فانوسهم الأول منيرا طريق ابنة نجران القادمة من بستان ذي تربة إيمانية خصبة، نمت فيه ونشرت النور والعطر في أرجائه. تلك الشمعة التي خرجت من بوتقة الظلام والعتمة، لتعيش تحت الأنوار، وعلى منابر التفوق، وتسير في دروب الإبداع، وهي تأخذ بيد والديها إلى أعالي درجات الزهو والافتخار بها.
"بشرى آل عباس"، الفتاة المبدعة المتخضبة بالوعي والإدراك، قدمها نادي نجران الأدبي وهي ـ صدقا ـ تستحق الاحتفاء من هذا النادي المميز، فهي حريصة أن تكون مثالية في حياتها العلمية وعلاقتها بأسرتها وأساتذتها، فلم يكن غياب حاستين عنها عائقا يثنيها عن النجاح، بل على العكس، استغلت غيابهما لتكون ذات حضور مميز هنا وهناك، وكأني أسمعها وهي تقول: أشفق على هؤلاء كم يثرثرون ويصغون للمليهات عن السعي وشق طرق النجاح.
إليك بشرى يا ذات منصات التكريم: كم أنا فخورة أن ظهر من بين الأخدود اسم بارز نحتفي به جميعا، وأنا على يقين أن هناك أسماء قادمة من مدينتي ومدينتك، لن تتأخر "الفوانيس" في تسليط الأضواء عليهن.
"بشرى": سيري وأنت تحملين لواء التحدي، وأعلني للأرض أن المرأة قادرة على أن يكون لها شأن، حيث أرادت أن تكون.. سيري واثقة من قدرتك على تحقيق أقصى الأحلام، خصوصا وأنت محاطة بوالد عظيم ورجال واعين لدور المرأة ومكانتها بينهم.
إلى أبناء "رجمت" أحفاد عبد يغوث وابن ثامر: احملوا على عاتقكم هم كيف تصل بشرى والباقيات من البشائر إلى حيث يطمحن، فهن الشمعات اللاتي تضيء مدينتكم، وتضيء الوطن، وسيكون لهن مقاعد واعدة، ولن ينسين تلك الفوانيس التي أضاءت لهن الطريق، فوانيس نجران وهي تعلق في أروقة نادي نجران، هي بوصلة جذب للمبدعين والمبدعات، والأعضاء قادرون على إحداث الفرق في ناديهم وفي "مدينة المؤمنين".